تنقّل النواب من كتلة إلى أخرى، ظاهرة رافقتها عديد الانتقادات، حتى أنّ البعض صنفها ضمن السياحة الحزبية أو البرلمانية، وهناك ايضا من يعتبرها خيانة لأصوات الناخبين الذين اختاروهم على اساس انتمائهم الأول. تغير المشهد البرلماني من حين إلى آخر، جعل بعض النواب يحتلون الصدارة من ناحية تنقلاتهم من كتلة إلى أخرى في أكثر من مناسبة، مقابل وجود بعض الكتل تشهد استقرارا على مستوى تمثيلياتها. بعض النوّاب تنقل في أكثر من 3 مناسبات وفي نفس الكتلة لأكثر من مرة ولعل أبرزهم النائب يوسف الجويني عن كتلة الوطني الحر الذي تنقل إلى كتلة حركة نداء تونس وبعدها عاد إلى الاتحاد الوطني الحر من جديد ثم الائتلاف الوطني ليعود إلى حركة نداء تونس من جديد بعد قرار الاندماج. نواب الاتحاد الوطني الحر من بين أكثر النواب تنقلا بين الكتل فعلى غرار الجويني نجد النائب علي بالأخوة عن الاتحاد الوطني الحر تنقل في مناسبة أولى إلى كتلة حركة نداء تونس ثم استقال منها ليعود إليها ثانية ثم عاد من جديد إلى الاتحاد الحر بعدها إلى الائتلاف الوطني والآن إلى حركة نداء تونس. النائب نور الدين بن عاشور تنقل من الاتحاد الوطني الحر إلى حركة نداء تونس إلى الحرة ثم إلى كتلة الولاء للوطن. كما تنقل نواب كتلة الحر سابقا، ألفة الجويني، طارق الفتيتي، عبد الرؤوف الشابي، رضا الزغندي، محمد لمين كحلول، كمال هراغي، فوزية بن فضة، درة اليعقوبي، نور الدين المرابطي من الاتحاد الوطني الحر إلى الائتلاف الوطني ثم إلى حركة نداء تونس. في حين تنقل الطاهر فضيل مرة وحيدة من الاتحاد الوطني الحر إلى نداء تونس، والنائب توفيق الجملي من كتلة الاتحاد الوطني الحر إلى كتلة الولاء للوطن. كتلة حركة النهضة، تشهد استقرارا دائما، وهي ممثلة ب 69 نائبا، فقد شهدت استقالة وحيدة من كتلتها وهو النائب نذير بن عمو الذي انتمى لاحقا إلى كتلة الولاء للوطن، ليصبح لديها 68 نائبا. في حين أن كتلة الاتحاد الوطني الحر قد شهدت عديد التغييرات من خلال استقالة نوابها والعودة مجددا في أكثر من مناسبة، فبعد ما كان عدد نوابها 15 نائبا، استقرت في الأخير عند 12 نائبا، وذلك بعد انضمام كل من توفيق الجملي ونور الدين بن عاشور إلى كتلة الولاء للوطن والطاهر فضيل إلى كتلة حركة نداء تونس. كتلة الاتحاد الوطني الحر بدورها تم حلها بعد انضمام كافة نوابها إلى كتلة الائتلاف الوطني رفقة الكتلة الوطنية، ثم خرجت مرة أخرى لتنضم إلى كتلة حركة نداء تونس، لتشهد بذلك كتلة الائتلاف الوطني أول تغيير لها، مقابل عودة كتلة حركة نداء تونس الى المرتبة الثانية. كتلة نداء تونس من أكثر الكتل شهدت تغييرات على مستوى التمثيلية سواء من خلال خروج نوابها والعودة في أكثر من مناسبة حيث كانت تحتل المرتبة الأولى ب 86 نائبا، لكن أول تحول شهدته الكتلة والأبرز حين خرج 22 نائبا مكونين بذلك كتلة جديدة تحت إسم “الكتلة الحرة لمشروع تونس”، ثم انشق 6 منها منهم 3 من غير المنتمين إلى حد الآن، و3 في كتلة الولاء للوطن، وبعدها شهدت كتلة الحرة بدورها موجة من الاستقالات و 24 نائبا في كتلة الائتلاف الوطني، لتستقر حاليا ب 34 نائبا.