قدّرت الحكومة ميزانية الدولة لسنة 2019 بحوالي 40 مليار و662 مليون دينار مقابل 37 مليار و666 مليون دينار في العام الفارط أي بزيادة قدرها 8 بالمائة. وحسب مشروع قانون المالية لسنة 2019 فإن الموارد الجبائية ستتطور بنسبة 10.7 بالمائة لتبلغ 27.080 مليار دينار وذلك على أساس فرضية النمو الاقتصادي المرتقب، أما بالنسبة لموارد ميزانية الدولة الذاتية فستقدر سنة 2019 ب75.2 بالمائة مع حاجيات للاقتراض ب24.8 بالمائة، الموارد الذاتية سيتم توفيرها عبر الموارد الجبائية المباشرة وغير المباشرة والموارد غير الجبائية المتمثلة في مساهمات المؤسسات العمومية، علما وأن نسبة الموارد الذاتية للدولة كانت سنة 2017 في حدود 69.7 بالمائة، بمعنى أن تركيبة الموارد الذاتية للدولة بصدد الارتفاع من سنة إلى أخرى، وهذا ما يفسر تمشي الحكومة في التحكم في العجز والتخفيض من نسبة المديونية. وفي المقابل،من المنتظر أن تزيد الحكومة من رفع للأسعار ليتحمّل المواطن الجزء الأكبر من الميزانية المنتظرة خاصة في ظلّ الوعود الحكومية لبعض المؤسسات المالية العالمية برفع الدعم عن المنتوجات الغذائية بصفة تدريجية وهو ما عي ارتفاع منتظر للأسعار. وفي هذا الخصوص،توقع البنك العالمي ارتفاع أسعار المنتوجات الغذائية الأساسية والمواد الخام، العام المقبل بنسبة 1,6 بالمائة رغم تراجعها بشكل طفيف العام الجاري مدفوعة بوفرة المنتوج والتوترات التجارية. وأشار البنك، في نشريته حول أفاق سوق المنتوجات، نشرها خلال شهر أكتوبر الماضي، أن زيادة التوترات التجارية في العالم ستلقي بظلالها على أسعار المنتوجات الأساسية غير الطاقية ويتوقع البنك أن تنمو أسعار النفط الخام في السوق العالمية لتصل إلى 74 دولارا للبرميل خلال سنة 2019 مشكلا زيادة مقارنة بسعر البرميل لسنة 2018 البالغ 72 دولارا في حين ستشهد أسعار المعادن استقرارا سنة 2019 . وكشف البنك أن أسعار الخام والغاز والفحم ستسجل زيادة بنحو 33,3 بالمائة في المعدل مقارنة باسعار هذه المواد سنة 2017 لكنها ستشهد استقرارا خلال سنة 2019 . وقال المدير الأول لاقتصاديات التنمية ورئيس الخبراء الاقتصاديين بالنيابة في البنك الدولي، شانتا ديفارجان، ” إن ارتفاع التوترات التجارية بين الاقتصاديات الكبرى في العالم سيفضى الى خسائر اقتصادية هامة وتكاليف تجارية ستنعكس على امتداد مسار سلسلة القيم المضافة في العالم” . وأضاف “أن كل تراجع لنمو الاقتصاديات الكبرى سيكون له انعاسات سلبية هائلة على بقية دول العالم من خلال التجارة ومناخ الثقة والتدفقات المالية واسواق المنتوجات الأساسية”