تشهد العلاقات الخليجية منذ صيف العام الفارط بالتحديد يوم 5 جوان توترات كبرى بعد إعلان 3 دول مقاطعتها لقطر وقطع علاقاتها معها وفرضت عنها حصارا في كل النواحي شمل حتى الرياضة والثقافة والدخول في الاتجاهين. ومنذ ذلك الزمن،دخلت منطقة الخليج العربي ومنظمة التعاون في أزمة سياسية حادة رافقتها تبادل للاتهامات في وسائل الإعلام رغم تدخل بعض الوساطات في عدة مرات وخاصة الوساطة الكويتية التي باءت بالفشل منذ البداية بسبب التعنت السعودي الإماراتي في وضع شروط اعتبرها الجانب القطري مجحفة. قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض بإسطنبول وما رافقها من ضغوط كبيرة على الجانب السعودي خاصة من حكومة أنقرة الحليف الإستراتيجي للدوحة حرّكت المياه الراكدة وجعلت من السعودية تذعن للوساطة الكويتية خاصة بعد فشل تأسيس “ناتو” عربي بعد رفض الكويت تأسيسه على أرضها. ولي العهد السعودي سارع إلى مدح قطر والإثناء عنها اقتصاديا حيث أكّد قائلا: “اقتصاد قطر، قوي، وسيكون مختلفا ومتطورا بعد 5 سنوات.. دول المنطقة هي أوروبا الجديدة اقتصاديا”. وتبرز بعض الخطوات اتجاه الأزمة الخليجية إلى الانفراج بعودة العلاقات والتي ستكون على مراحل عدة لاسيما مع الضغوطات الكبرى من عديد الدول على المملكة العربية السعودية. وفي هذا السياق،أعلنت الخارجية الكويتية أن قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المزمع عقدها في الرياض ستشهد حضور جميع الدول الأعضاء فيه بما في ذلك قطر. وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، في تصريح صحفي أدلى به اليوم الأحد ونقلته وكالة “كونا” الرسمية، إن القمة الخليجية المقبلة، التي من المقرر عقدها في العاصمة السعودية يوم 9 ديسمبر، “ستعقد بحضور جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون”، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمثل “بادرة تبعث على التفاؤل”. وفي غضون ذلك، ذكرت صحيفة “الرأي” الكويتية نقلا عن مصادر مطلعة أن القمة ستعقد بحضور جميع قادة دول المجلس أو من يمثلهم، من دون تحديد مستوى التمثيل “الخاضع كما في كل مرة لمشاورات اللحظات الأخيرة”.