تفاقمت ظاهرة التحرّش الجنسي بوسائل النقل في الآونة الأخيرة وقد عزّزت مشكلة الاكتظاظ بالحافلات والقطارات والمترو الخفيف هذه الظاهرة، حيث استغلّ البعض الزحمة في وسائل النقل لممارسة سلوكيات غير أخلاقيّة. ولعلّ امتناع الضحيّة عن التبليغ عن المضايقات التي تتعرّض لها وعدم تدخّل الشهود لردع المتحرّش عن سلوكه ساهم في تشجيع هؤلاء على الاستمرار في عاداتهم. وفي هذا الإطار تم إطلاق “الحملة الوطنية لمناهضة التحرش الجنسي في وسائل النقل” تحت عنوان “ماتسكتش ماكش وحدك” ببادرة من أكاديمية جيل المستقبل ومنظمة “فريديريش ايبرت” وبالشراكة مع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات و”الجمعية الدولية لطلبة العلوم الاقتصادية والتجارية” AIESEC فرع تونس. وأكدت لوبابة شلبي عضوة في أكاديمية قادة المستقبل أنه في إطار الحملة تم تحضير كتيّب تم فيه تبسيط الجانب القانوني للمرأة حول كيفيّة التبليغ ودور الشهود وغيره، مشيرة إلى أن الاشكال يكمن في امتناع المرأة عن التبليغ مما يساهم في تفاقم هذه الظاهرة. وأضافت المتحدّثة أنه تم إطلاق تطبيقة (الكترونية) مجانية التحميل على الهواتف للتبليغ عن حالات التحرش يتم من خلالها رصد مكان المتحرّش وتمكّن من التقاط صورته للتعرّف عليه، معتبرة أن هذه التطبيقة تعتبر خطوة أولى في انتظار تفعيل مبادرات للتعاون مع وزارة الداخليّة. كما أشارت إلى أنه سيتم القيام بحملة داخل الجامعات التونسية عبر شبكة تضم عشرة آلاف طالبة وطالب في كافة الجامعات باعتبار أن الطالبات أكثر عرضة للتحرّش. وأبرزت الشلبي أن 90% من النساء التونسيات تعرّضن للتحرّش في وسائل النقل و 78.1% تعرّضن للعنف المعنوي في الأماكن العامّة و75.4% تعرّضن للتحرّش من قبل زملائهم في العمل و43% هنّ ضحايا عنف جنسي. ويعرف الفصل 226 ثالثا من المجلة الجزائية التحرش الجنسي على أنه “الإمعان في مضايقة الغير بتكرار أفعال أو أقوال أو إشارات من شانها أن تنال من كرامته وأن تخدش حياءه وذلك بغاية حمله على الإستجابة لرغباته أو رغبات غيره الجنسية أو ممارسة ضغوط عليه من شأنها إضعاف إرادته على التصدي لتلك الرغبات “.