لم يكن لأحد أن يتوقع أن تصل الأجواء السياسية في تونس لهذه الدرجة من التعفّن والانحطاط ولكن أن يبلغ مستوى الابتذال والانتهازية السياسية حدّ تشريك الأطفال في هذه المهازل فهذا شيء لم تعرفه تونس في تاريخها إلى أن عرفته اليوم مع الناشط السياسي لزهر العكرمي و”قناة تونسنا”. جريمة إعلامية في حق الطفل والطفولة تلك التي ارتكبها السياسي لزهر العكرمي، حيث ظهر الأخير في إحدى القنوات الخاصة (تونسنا) وهو بصدد تلقين الأطفال درسًا في “الشيطنة السياسية” ما أثار جدلاٌ على منصات التواصل الاجتماعي. ودعا نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مندوبية حماية الطفولة إلى التدخل لوضع حد لهذه المهازل التي تنتهك حرمة الطفولة وتزج بها في الصراعات السياسة دون مراعاة لحقوق الطفل. ويظهر لزهر العكرمي في إعلان البرنامج وهو يتحدث عن السياسيين بشكل مبتذل ويقول وهو يعرض صورا لسياسيين ” حافظ قائد السبسي الرجل الشرير.. وهذا شفيق جراية الذي يورد الموز ولا يدفع الضرائب .” أين مندوب حماية الطفولة من هذه المهازل ؟؟ ويني هايكاما دخل أطفالنا بسياستكم !!! Publiée par Lobna Chtir – الصفحة الرسمية sur Samedi 12 janvier 2019 استغلال الأطفال في المعارك الحزبية والسياسية يرفضه القانون والمنطق، ولا يمكن لأي سياسي مهما كانت طبيعة الرسالة التي يحملها ومهما كانت توجهاته أن يجعل من الأطفال حطبًا لمعاركه في وقت هو الأصعب في تاريخ تونس. والأصوات التي تحركت يوما وتوحدت لغلق الروضات القرآنية وتجفيف منابع التدين لم نسمع لها صوتا اليوم وهو تشهد من مسافة قريبة الإجرام المرتكب في حق الناشئة التي لم تتأثر بعد بتعفن المناخ السياسي . ويشار إلى أنّ قناة تونسنا اختارت منذ أشهر خطا تحريريا غير محايد في خدمة أطراف سياسية بعينها، وهو ما تظهره برامجها السياسية المنحازة، والخالية من المهنيّة، على غرار برنامج “نقطة استفهام” للإعلامية وفاء شاذلي الذي تتبنى فيه رسائل مُشبعة بالكره والتعصب السياسي، حيث جعلت الشاذلي من برنامجها منبرا للابتذال والتشويه والثلب، وهو ما دفع بهيئة الاعلام السمعي البصري للتحرك وتنبيه القناة أكثر من مرة، دون جدوى.