يتواصل الجدل حول ما أسماه ناشطون حقوقيون ب”حرب الإبادة القطرية للثروة الطبيعية” بين نفي من الحكومة في شخص وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري سليم بالطيّب وتأكيد من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي وجّهت رسالة مفتوحة لرئيس الباجي قائد السبسي، ورئيس البرلمان محمد الناصر، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، بشأن ما وصفته ب”الاعتداء على الثروة الحيوانية”. وقد أكد سمير بالطيّب أن وزارة الفلاحة لم تُسند ترخيص في الصيد لأي جهة كانت، نافيا وجود غزلان في صحراء الجنوب التونسي حتى يتم صيدها. ونفى الوزير في تصريح ل”الشارع المغاربي” ما تم تداوله حول قيام قافلة من السيارات القطرية بصيد الحيوانات المحمية والطيور الجوارح بالصحراء التونسية، من غزلان وأرانب وطيور القطا والحبارة وغيرها. وإلى جانب ذلك أكد الخبير الدولي في مجال الطاقة والبترول والطاقات المتجددة والباحث في مجال الفيزياء الجيولوجية مصطفى العيساوي أن الصحراء التونسية ليست معزولة. بل هي جزء من صحراء شمال أفريقيا التي تسمّى الصحراء الكبرى وتمتد من موريتانيا إلى مصر والسودان، مشيرا إلى أنّ تواجد الغزال في صحرائنا في هذه الفترة من السنة سببه موسم تناسل الغزال وتفريخ الحبارى. كما أكد المتحدّث أن هذه المخلوقات تلجأ لصحرائنا لدفئها واعتدال طقسها في هذه المرحلة من السنة مقارنة بشاسع أعماق الصحراء الكبرى التي تشهد درجات حرارة شديدة البرودة ليلا. ورغم انتشار خبر ممارسة القطريين لصيد الغزلان في تونس، إلاّ أنّ مروّجي هذه المعلومة لم يدعموها بأدلة، وتبيّن أنّ الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لا صحة لها. وزاد ضعف الرواية المروّجة بتكذيب أحد أركانها من قبل وزارة الدفاع. وكانت الوزارة قد أكدت في بلاغ لها أن ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي في ما يتعلق بخبر تحليق طائرة مروحية أجنبية بمنطقة توزر دون علم المصالح المختصة بوزارة الدفاع الوطني، أن المروحية المدنية الأجنبيّة المذكورة قدمت من المغرب إلى مطار توزر الدولي بإتباع مخطّط طيران مدني عادي مصادق عليه من قبل المصالح المركزية والجهوية المختصة للطيران المدني مرجع نظر وزارة النقل. وأضافت أنه بالنسبة لمهمّات الطيران اليومي لهذه المروحية، فإن مصالح الدفاع الجوي التابعة لوزارة الدفاع الوطني تتولّى متابعة الحركة الجوية بالمجال الجوي التونسي بالتنسيق مع المصالح المختصة للطيران المدني. وأشارت إلى أن الوزارة تولت دعوة طاقم المروحية إلى التقيد بالنصوص القانونية ذات الصلة بالأنشطة الجوية السياحية والإشهارية وتفادي التحليق فوق المنشآت العسكرية. وأضافت أنّ المروحية المذكورة تحصّلت على ترخيص من المصالح المختصة بوزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية مرجع النظر في مجال أعمال التصوير الجوي بكامل التراب التونسي للقيام بأعمال تصوير جوّي للمناظر الطبيعية والصحراوية بعيدا عن المناطق العمرانية والحدودية وذلك انطلاقا من المطار المذكور وبالتنسيق مع مصالحه قبل بداية كلّ عملية طيران وإثرها. كما بينت وزارة الدفاع الوطني أنّه بما أنّ هذه الأنشطة الجوية للمروحية المعنية مرخّص لها من طرف الهياكل الرسمية وتحترم قواعد الجولان الجوّي المدني وسلامة الطيران. ويشار إلى أنّه سبق الحملة على موضوع صيد الغزلان في الصحراء التونسية، الترويج لوقفة مزعومة بساحة باردو أمام مجلس نواب الشعب، قيل إنّ منظميها كانوا سيطالبون بإقرار تعدد الزوجات.