توّجت الجلسة العامّة المنعقدة يوم أمس بمجلس نواب الشعب بانتخاب رئيس جديد للهيئة العليا المستقلّة للانتخابات نبيل بفون ب141 صوتا وانتخاب 3 أعضاء في الأصناف الثلاثة المعنية بالتجديد وهي مهندس مختص في مجال المنظومات والسلامة وقاض إداري ومختص في المالية العمومية، ليصبح نبيل بفون رئيسا للهيئة والأعضاء هم كل من فاروق بو عسكر وحسناء بن سليمان وأنيس الجربوعي وعادل البرينصي ونبيل عزيزي ومحمد التليلي المنصري وسفيان العبيدي وبلقاسم العياشي. وقد تمت تسوية وضعية الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات بعد عجز البرلمان طوال أشهر، عن انتخاب رئيس جديد بعد استقالة رئيسها محمد التليلي المنصري بسبب خلافات داخلية وعجزه كذلك عن التوصّل لتوافق حول الأسماء الجديدة التي ستنضم إلى تركيبة الهيئة التي تستوجب تجديد ثلاثة من أعضائها كل سنتين. وتفاديا لأي التفاف على التوافق الذي تم خلال جلسة رؤساء الكتل قرّرت لجنة التوافقات ورؤساء اكتل خلال الاجتماع الذي تم التوافق فيه على الأعضاء الذين سيتم اختيارهم في الهيئة أن تقوم كل كتلة بوضع رمز على الأوراق التي سيستعملها نوابها في عملية التصويت كضمان ملموس لتقييد النواب بانتخاب الأسماء التي تم التوافق عليها. وذكرت جريدة الصباح في عددها الصادر اليوم أن “كتلة نداء تونس وبعد التوافق على اختيار المترشحين حاولت اختراق جدار التوافق لحظات قليلة قبل عملية التصويت الشيء الذي استشعرته بقية الكتل بالتراجع المحتمل للنداء عن التفاهمات السابقة فكان لا بد من خلق خطة بديلة يقدر من خلالها الجميع على كشف خيانة النداء للتوافقات حيث تم وضع علامات مميزة لكل كتلة، وأثناء التصويت قام نداء تونس بمراوغة حيث وضع 18 ورقة بيضاء” وأضافت الجريدة “ولأن الجميع أدرك امكانية الخيانة الندائية مسبقا، ولأن الكتل النيابية التزمت بخط التوافقات فقد وجد نداء تونس نفسه في التسلل مع الكشف عن سر العلامات المميزة لكل كتلة ليسقط حلمه بالعبث بالانتخابات ولتكون خطته لتأجيل الحسم محل تندر بين النواب”. وقد هنّأ الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري جميع التونسيين والتونسيات بتجديد عضوية الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وبانتخاب رئيس الهيئة بعد مدة طويلة لم يحصل فيها توافق، كما هنئ الرئيس والأعضاء الجدد. وأضاف الخميري في تصريح لموقع “الشاهد” أن الكتل النيابية تمكّنت يوم أمس من الالتزام بالتوافقات التي حصلت والتصويت في اتجاه استكمال الهيئة، معتبرا أن الهيئة مفخرة لتونس وللديمقراطية في المنطقة باعتبارها الهيئة المشرفة على المحطات الانتخابية. كما عبّر عن تطلّعه في أن تأخذ الهيئة الأمور بجديّة والاستعداد لوضع رزنامة الانتخابات المقبلة. وأضاف أن تونس قطعت خطوة هامّة نحو إنجاز الإنتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2019 في آجالها الدستورية معتبرا أن التونسيين رغم كل الاختلافات التي تحصل تجمعهم نقطة تكيز تمكّنهم في اللحظات الصعبة إدراك أولوياتهم. كما عبّر عن أمله في استكمال باقي الهيئات الدستورية خاصة منها المحكمة الدستورية بإجراء التوافقات والحوارات اللازمة لضرورة استكمالها. وللتذكير فقد أثارت العلامات التي تم الاتفاق على وضعها على أوراق التصويت التي سيستعملها النواب حفيظة عدد من النواب الذين اعتبروا أنها غير قانونية وتخالف ما جاء به الفصل عدد 19 للنظام الداخلي للبرلمان. وعبّر رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك” عن شكره لنواب البرلمان من مختلف الكتل بعد انتخاب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إثر الوصول إلى توافق في ما بينها والتزامها بخدمة المسار الديمقراطي التونسي