“تحيا تونس” عبارة لطالما ما ختم بها رئيس الحكومة يوسف الشاهد خطاباته وحواراته ومختلف تدخّلاته في البرلمان وفي المجالس الوزارية وغيرها، عبارة خيّر تجنّبها في كلمته المقتضبة التي ألقاها يوم أمس على القناة الوطنية بعد تأخّر دام ساعتين تقريبا. لا يخفى عن المتابعين للشأن السياسي أن تجنّب الشاهد لختم حواره ب “تحيا تونس” ليس من محض الصدفة بل هو خطوة مدروسة بعد أن أصبحت العبارة اسما لحزب “الدولة أو حزب الشاهد”، وقد تجنّب رئيس الحكومة العبارة تفاديا للتأويلات والهجمات التي يمكن ان يتعرّض لها على اثرها فقرّر استبدالها بعبارة “تحيا الديمقراطية التونسية”. واعتبر المحلّل السياسي فتحي الزغل أن عبارة “تحيا الديمقراطية التونسية” لا يمكن أن تعوّض كلمة تعوّد بها كل التونسيين منذ عقود وهي الكلمة التي نطق بها في كل مرحلة حرجة من مراحل البلاد وهي “تحيا تونس”. واعتبر الزغل في تصريح لموقع الشاهد أن عبارة “تحيا تونس” سرقها حزب الشاهد الجديد من فم كل التونسيين ليخصّصها اسما له، حتى أضحى لا يكاد ينطقها هو لما يفهم عليه من دعاية لذاك الحزب الوليد وهو رئيس لكل التونسيين معتبرا ان هنا مكمن الخطأ في التسمية. وقد جدد دعوته لأن ينتبه القائمون على الحزب الوليد لهذا الاسم الإشكالية الذي قد يضرّ بحزبهم أكثر من إفادته، فيسارعون لاختيار اسم آخر له ليتم بذلك الابتعاد عم ما وصفه ب “السرقة اللغوية” الواضحة. وللاشارة فقد اثارت تسمية المشروع السّياسي لرئيس الحكومة يُوسف الشّاهد ب”تحيا تونس” جدلا واسعا في الساحة السياسية حول مشروعيتها، وذلك قياسا لكونها شعارا لكلّ التونسيين، وشعارا سابقا للحملة الانتخابية لحزب حركة نداء تونس. وللتذكير فقد قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد في كلمة مقتضبة دامت حوالي 7 دقائق، أن تونس هي التي إنتصرت في ”المفاوضات الطويلة والعسيرة” بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل، متوجها بالشكر للأمين العام للمنظمة الشغيلة نور الدين الطبوبي والمكتب التنفيذي. كما أشار إلى أن نجاح المفاوضات كان بالرغم من محاولة البعض التشويش عليها والمراهنة على فشلها، قائلا “صوت الحكمة انتصر، أحيي الاتحاد على حسن تقدير الموقف”. ودعا الشاهد إلى حسن تأمين العودة المدرسية بعد تأمين إمكانيات الدولة لأجل ذلك، كما شدد على رفضه “حملة التشكيك والتشويه التي طالت الأساتذة”. كما أكد أن الانعكاسات المالية لهذا الاتفاقات ستتحملها ميزانية الدولة دون غيرها. وأضاف أن الإتفاقات الإجتماعية تدل على أن تونس في الطريق الصحيح، مشيرا إلى تحسن المؤشرات الإقتصادية على غرار نسبة النمو. وقال ”المرحلة القادمة تحتاج تضافر كل الوطنيين والديمقراطيين ووحدة التونسيين.. شعار المرحلة القادمة العمل العمل ثم العمل”. وختم قائلا ”تحيا الديمقراطية”.