تعيش تونس بعد الثورة على وقع أزمة اقتصاديّة طالت جميع القطاعات الحيويّة التي تغذّي الاقتصاد التونسي وتدعمه، وقد طالت هذه الأزمة قطاع السياحة الذي كان يغطي نحو 75% من العجز التجاري للبلاد ويشكل أول مساهم في اجتذاب العملة الأجنبية كما أنه كان يسجّل عائدات بملياري دولار ويسجّل توافد حوالي 6.5 ملايين شخص “2007”، ولئن تراجعت هذه النسب بشكل ملحوظ منذ سنة 2011 فإن السياحة الطبية أو الاستشفائية حافظت على مركزها وعلى النسق الذي كانت عليه. تصنّف السياحة الطبيّة والتي تعدّ أحد أنواع السفر التي تهدف للعلاج الطبيعي بالمنتجعات الصحية،الى صنفين وهما السياحة العلاجية والتي تعتمد على استخدام المراكز الطبية والمصحات والمستشفيات وعلى السياحة الاستشفائية التي تعتمد كلياً على مصادر طبيعية في الحصول على العلاج وتخليص المرضى من الآلام المزمنة بواسطة المياه المعدنية الحارة أو الكبريتية، أو من خلال الرمال أو أشعة الشمس المفيدة في علاج بعض المشاكل الجلدية كالأكزيما. ورغم تراجع قطاع السياحة كما ذكرنا فإن تونس حافظت على المرتبة الثانية عالميا في مجال السياحة الطبيّة ويعزى ذلك الى الكفاءات الطبية المتوفّرة في مختلف الاختصاصات وارتفاع عدد المؤسسات الاستشفائيّة الخاصة والمتخصصة التي تبلغ 115 مؤسسة من بينها 60 مركزا للعلاج بمياه البحر و40 مركزا للعلاج بالعيون الطبيعية الحارة. وقد ساهم المناخ المتوسطي لتونس في استقطاب عدد كبير من السياح الذين يبحثون عن الاستمتاع بالمياه الحارة ومياه البحر والمياه المعدنية بأشعّة الشمس المشرقة على مدار السنة، كما أن المؤسسات الاستشفائيّة تستقطب حوالي 10 آلاف تونسي خاصة منهم الذين يتكفل صندوق التأمين على المرض بنسبة من كلفة علاجهم بهذه المراكز.وتعتبر جربة وحمام بورقيبة وجبل الوسط وقربص وجربة من بين اهم المحطات التي يرتادها التونسيّون للتداوي من امراض الروماتيزم والبرد وغيرها. وللتذكير فقد أسندت المنظمة العالمية للمياه المعدنية وعلم المناخ جوائز إلى 4 مؤسسات تونسية متميزة في مجال الاستشفاء بالمياه هي “غولدن توليب” و”للا بية” و”نادي الحمراء” و”حمام شانشو” بقابس. ويوجد في تونس اليوم 100 عين مياه ساخنة (منها 50 تستغلها 4 محطات استشفائية و30 حماما تقليديا) و50 مركز نقاهة و50 مركز للعلاج بمياه البحر.