اختتم رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوم الجمعة 15 فيفري 2019، زيارته الرسمية لفرنسا التي دامت يومين وختمها بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحضور سفير تونسبفرنسا عبد العزيز الرصاع ووزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي زياد العذاري ووزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي والوزير المكلف لدى رئيس الحكومة بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب اياد الدهماني ومستشار رئيس الحكومة الدبلوماسي طارق بن سالم والمستشار الاقتصادي للشاهد لطفي بن ساسي. وعرفت زيارة الشاهد فرنسا عدّة لقاءات مع مسؤولين كبار في الدولة وكذلك مع رجال أعمال في ظلّ بحث رئيس الحكومة عن دعم فرنسي للاقتصاد التونسي وخاصة لجهود تونس من أجل الخروج من القوائم السوداء الأوروبية. ودعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال لقاءه برجال أعمال فرنسيين إلى مزيد الاستثمار في تونس والاستفادة من الفرص المتاحة في ضوء توفير مناخ ملائم للاستثمار. وأبرز الشاهد، لدى افتتاحه المنتدى الاقتصادي التونسي الفرنسي أنّه من بين 3300 شركة ومؤسسة أوروبية منتصبة بتونس يوجد 1400 شركة فرنسية توفّر أكثر من 140 ألف موطن شغل، غير أنه اعتبر أن هذا الرقم يبقى دون المستوى المأمول بالنظر الى خصوصية العلاقات التونسيّة الفرنسيّة. وأكّد أنّ كلّ الظروف اليوم ملائمة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، مشيرا في الصدد إلى توفر البنية التحتية اللازمة (أقطاب تكنولوجية متخصّصة وامتيازات ضريبية وعامل القرب وموانئ ومطارات)، فضلا عن آفاق نموّ واعدة تناهز ال 3 بالمائة سنة 2019 والانتعاش الواضح للنشاط السياحي. وأشار الشاهد إلى أنّه رغم اعتماد تونس على مواردها الذاتية لدفع اقتصادها، إلا أنها تحتاج إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة.. وفي تعليقه على هذه الزيارة، قال المحلل السياسي نور الدين الختروشي إنّ هناك لبس واشكال يتصل بموقع يوسف الشاهد من خارطة التجاذبات الحزبية وطموحه في لعب دور مستقبلي مؤكّدا أن الزيارة في ذاتها عادية وهي ضمن مسار علاقة تونس “الخاصة” مع فرنسا. وأضاف الختروشي في تصريح لموقع الشاهد أنّ “ما يثير الجدل حول الزيارة هو التساؤل حول جوهر الزيارة ببحث الشاهد عن حلفاء مؤثرين في المعادلة الداخلية” مشددا أنّ دخول الشاهد على خطّ العلاقات الخارجية لم يكن من الباب الطبيعي. وتابع أن “التأويل الذي يقول إن الزيارة جاءت على خط موازي يستند على معطيات صلبة اذا تذكرنا ان عنوان الازمة السياسية ببلادنا يتكثف في التعارض بين استراتيجيات قرطاج والقصبة منذ “واقعة” الفصل 64 الشهيرة”. وفي علاقة بالصراع بين القصبة وقرطاج والذي لم يعد خافيا على أحد فإنّ الشاهد خرج من زيارته لفرنسا أكثر مما جنته زيارة رئيس الدولة الباجي قائد السبسي وذلك في علاقة ببرنامج الزيارة وصلاحية الرئيسين إلاّ أن الصورة التي ترسخ لدى المتابع للشأن السياسي في تونس.