أظهر تحسن المؤشرات الاقتصادية في تونس، معاينة تعززها التقارير المحلية والدولية التي تترجم ومن خلال الأرقام والإحصائيات قفزة نوعيّة في القطاع السياحي بفضل عوامل كثيرة أهمها النجاح الملموس للجهاز الأمني والعسكري في محاربة الإرهاب، والاستقرار السياسي على المستوى المحلّي والإقليمي، والجهود المبذولة من قبل مسؤولين للنهوض بالقطاع ومن أبرزهم وزير السياحة والصناعة التقليدية روني الطرابلسي الذي قام في الفترة الأخيرة بمجهودات برزت بشكل واضح في العناوين الصحفية للترويج لتونس كوجهة سياحية. وأوضح الطّرابلسي، خلال المنتدى الاقتصادي الفرنسي التّونسي، الذّي عقد يوم 15 فيفري الجاري بباريس، أنّ تونس أصبحت في السّنوات الأخيرة وجهة سياحية علاجية واستشفائية بامتياز خاصة بالنّسبة إلى بلدان الجوار وعدد من البلدان الأوروبية، علما أنّ فرنسا تحتلّ المرتبة الأولى عالميا في هذا المجال. ودعا الوزير إلى مزيد استقطابهم باعتبار تونس ثاني وجهة سياحية في العالم مختصّة في مجال العلاج بمياه البحر، وتزخر بالكفاءات الطّبية وشبه الطبية مشيرًا إلى أنّ نحو 20 بالمائة من السّياح الفرنسيين يتوافدون على البلاد للتّمتع بالخدمات الصّحية و الاستشفائية. وأشار الطرابلسي إلى توفر كافة احتياجات السّياح في المراكز الاستشفائية والطّبية التّي تتواجد في مختلف جهات البلاد من بينها 60 مركزا للعلاج بمياه البحر و40 مركزا للعلاج بالمياه الطّبيعية السّاخنة، إضافة إلى مواكبة متطوّرة للتقنيات العالمية في مجال العلاج الطبيعي. وشدّد الوزير على ضرورة مزيد التّرويج للإمكانيات التّي تزخر بها تونس في هذا المجال والتّعريف بها بمختلف المعارض والتّظاهرات في الخارج. ويقوم وزير السياحة والصناعات التقليدية روني الطرابلسي بتحركات مكثّفة للترويج لتونس كوجهة سياحية جيدة حيث شارك مساء أمس الأحد ضيف شرف في المسابقة العالمية الأشهر في عالم الموضة والجمال بهوليوود “Hollywood Beauty Awards”، بدعوة من مديرة الحفل ميشال اليزابيت. وتولى الوزير بالمناسبة الترويج للسياحة التونسية عرض ما تزخر به بلادنا من موروث ثقافي وتاريخي وطبيعي، داعيا الأمريكيين إلى جعل تونس وجهتهم السياحية لهذه السنة. ولم تكن هذه المرة التي يقوم بها الوزير بالترويج للسياحة التونسية في الخارج حيثُ تحدث روني الطرابلسي خلال تواجده الأسبوع الماضي بميلانو، عن المميّزات السياحيّة لتونس والخدمات المتنوعة التي توفرها لزوارها، وذلك خلال زيارته إلى صالون البورصة الدولية للسياحة بميلانو. وشدّد روني الطرابلسي على ثراء مخزون تونس الحضاري والثقافي والاستقرار الكبير الذي عرفته على المستوى الأمني ما يجعل من تونس وجهة سياحية آمنة بامتياز وذلك خلال لقائه بأكبر متعهدي الرحلات وممثلي أهم المنظمات المهنية السياحية خلال المشاركة التونسية. وفي جانفي الماضي نزل وزير السياحة روني الطرابلسي مرفوقا بملكات جمال تونس ضيفا على قناة 8C الفرنسية في البرنامج الذي يقدّمه المنشّط من أصول تونسية سيريل حنون، للتعريف بتونس ووجهاتها السياحية. من جانبه أعلن مقدّم البرنامج أنه سيزور تونس مصحوبا بفريق البرنامج وتصوير حلقة من حلقاته في تونس بهدف الترويج للسياحة التونسية كما بث البرنامج الفرنسي تقريرا يحث على زيارة تونس. ويشدّد وزير السياحة والصناعات التقليدية، روني الطرابلسي، في كلّ تصريحاته على مزيد تنشيط السوق السياحية مؤكدا أن الوزارة ستعمل على الرفع من عدد السياح الوافدين من الأسواق التقليدية على غرار بلجيكا والمانيا وبريطانيا وايطاليا واوكرانيا وجلب حرفاء جدد خارج موسم الذروة وانعاش السياحة الصحراوية وفتح ملف نظافة المحيط. يذكر أن تعيين روني الطرابلسي وزيرا للسياحة أثار جدلا كبيرا في تونس، حيث قرر أحد النواب الطعن بهذا القرار، فيما رحب أبناء الطائفة اليهودية بالقرار، مذكّرين بالجهود التي بذله الوزير الجديد لإنعاش السياحة التونسية بعد الثورة. وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد أعلن شهر نوفمبر الماضي عن تعديل وزاري موسّع شمل 13 حقيبة وزارية و5 كتابات دولة، بينهم رجل الأعمال اليهودي روني الطرابلسي الذي تم تعيينه على رأس وزارة السياحة.