يبقى ترشح يوسف الشاهد من عدمه للرئاسيات غامضا، رغم أن أطرافا سياسية ومن بينها حركة النهضة ونداء تونس دعته، وفي أكثر من مناسبة، إلى تحديد موقفه من الرئاسيات، ليتقرّر على ضوء ذلك بقاء الحكومة الحالية من عدمها، كي لا تتأثّر بالتجاذبات السياسية وكب لا يتمّ استغلالها للتوظيف الحزبي. وأكدت حركة النهضة في بيان نشرته اليوم الثلاثاء 19 فيفري 2019، “قناعتها بأهمية الاستقرار الحكومي سبيلا لإعداد البلاد للإنتخابات، مثمّنة بذلك المجهودات التي قامت بها حكومة الشاهد في كلّ المجالات”، مجدّدة في ذات الوقت رفضها المطلق “كل توظيف حزبي لمؤسسات الدولة ومواردها لصالح اي طرف حزبي”، معتبرة ذلك “تهديدا للاستقرار ولبناء الثقة ولكل مسعى توافقي”. ويأتي هذا البيان بعد يومين من تصريح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذي لم يستبعد إمكانية استبدال الحكومة الحالية بحكومة تكنوقراط، قائلاً إنّ” الحركة بصدد التشاور مع كلّ الأطراف بشأن الإبقاء على حكومة يوسف الشاهد إلى حين الانتخابات المقرّرة آخر سنة 2019 أو تغييرها بحكومة تكنوقراط أو حكومة انتخابات”. وفي تعليقه على هذا التصريح، أشار الجيلاني الهمامي القيادي بالجبهة الشعبية إلى أنّ ما أعلن عنه رئيس حركة النهضة كان متوقّعا منذ مدّة خاصّة وأن كل ما طالبت به الحركة من شروط على غرار عدم الترشح للانتخابات القادمة لم يجب عنه الشاهد. أمّا علي العريض نائب رئيس النهضة فقد أكّد أن حركته ما زالت تدعم حكومة الشاهد، شرط أن تحافظ على الاستقرار السياسي وتنجز الأولويات التي حددتها لدى توليها الحكم، وأهمها مكافحة الفساد وإجراء الانتخابات في موعدها. وتابع العريض: “نرفض أن يستغل أي طرف سياسي أو جهة حزبية جهاز الدولة ومؤسساتها العامة لخدمة مصالحه الانتخابية”، في إشارة إلى الحزب الجديد. من جانبه لاحظ القيادي بحزب نداء تونس حسن العماري أنّه يفهم من تصريحات الغنوشي وجود تخوفات من استغلال مرافق الدولة في الانتخابات القادمة، خاصة وقد برز ذلك من خلال الوفد الذي رافق رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى باريس واستعمال هذه الزيارة لأغراض أخرى وللتعريف بالحزب الجديد، في إشارة حزب “تحيا تونس” الذي هو قيد التأسيس. وأثار تصريح رئيس الحكومة يوسف الشاهد لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية جدلاً، حيث ردّ رئيس الحكومة على سؤال عمّا إذا كان سيترشّح للانتخابات، بالقول “لا أفكّر في ذلك يوميا وأنا بصدد حلق لحيتي صباحا”، ما يجعل امكانية الترشح واردة لكنها لا تمثل أولوية قصوى بالنسبة للشاهد. وكان يوسف الشاهد صرّح في حوار أجراه مع الإعلامي بوبكر عكاشة في قناة التاسعة بتاريخ 28 ديسمبر2018، بأنّ الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة “أمر لا يغريه وإنه ليس من أولوياته” ودعا الديمقراطيين والوطنيين والتقدميين الى العمل على خلق مشروع يعيد الحلم الى التونسيين .