تسود مخاوف في الفترة الأخيرة من توظيف الحكومة واستغلالها لأغراض سياسية، في ظلّ ما يروج حول عزم رئيس الحكومة يوسف الشاهد الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2019، ما جعل بعض الأطراف السياسية تتحدث عن امكانية تغيير الحكومة الحالية إلى حكومة تكنوقراط لتسيير الانتخابات بعيدا عن التوظيف الحزبي والسياسي. وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي “نحن بصدد التشاور مع كل الأطراف حول ما إذا كانت الحكومة القائمة اليوم هي التي ستقود الانتخابات أم سيقع تغيير حكومي لقيام حكومة تكنوقراط أو حكومة انتخابات”. ونقلت إذاعة الجوهرة اف ام اليوم الأحد 17 فيفري 2019 عن الغنوشي إضافته خلال إشرافه على اجتماع لتجديد هياكل الحركة بولاية المنستير، أن “فرضية تغيير الحكومة قبل الانتخابات غير مستبعدة”. ولا يستبعد مراقبون إمكانية إعلان الشاهد مشاركته في الانتخابات الرئاسية, إلا أنه يُخيّر تأجيل الإعلان للاستفادة من منصبه كرئيس الحكومة خاصة وأن المنصب يُشكل عامل قوة بالنسبة لحزبه تحيا تونس، الحزب الحديث، الذي يحاول تعزيز حظوظه للفوز في الانتخابات التشريعية معوّلا على شعبية الشاهد ومركزه الحكومي. ولم يؤكد الشاهد، في تصريح حديث له لصحيفة “لو فيغارو” الفرنسية على هامش الزيارة الرسمية التي أداها مؤخرا إلى باريس، ما إذا كان سيترشح للانتخابات المتوقع عقدها هذا العام. وقال رئيس الحكومة مازحا في ردّه على سؤال ما إذا كان سيترشح: “لا أفكر في الأمر كلّ صباح وأنا أحلق ذقني..”، محاكيا الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عندما قال إنه يفكر في منصب الرئاسة “كل يوم عند الحلاقة”. وتابع الشاهد فيما يتعلق بالانتخابات بالقول: “طموحي الأبرز هو أن ننجح في تنظيمها كما فعلنا في الانتخابات البلدية المجراة في 6 ماي 2018. تلك استحقاقات هامة بالنسبة إلى ديمقراطية جديدة”. ويعزو خبراء تلميح الشاهد إلى عدم المشاركة في الانتخابات الرئيسية إلى رغبة الأخير في وضع تكتيك يوقيه مخاطر ترك الحكومة و بالتالي التخلي عن نقطة القوة، لتحيين الوقت المناسب لإعلان ترشحه، يأتي ذلك بعد أن خيرته احزاب سياسية و من بينها حركة النهضة بين رئاسة الحكومة ورئاسيات 2019 للمحافظة على حياد الإدارة ومؤسسات الدولة ومنع توظيفها في الاستحقاق الانتخابي المُقبل. وكان النائب في حزب “تحيا تونس” الصحبي بن فرج قد أكد أن الحزب الجديد سيشارك في الانتخابات التشريعية والرئاسية المرتقب تنظيمها في موفى السنة الجارية.