أجّل حزب نداء تونس مؤتمره الانتخابي المزمع تنفيذه يوم 2 مارس المقبل إلى يوم 6 أفريل، وقد شهد الحزب انقساما بين أعضاءه ليتم تكوين شقين شق موالي لرئيس الهيئة السياسية حافظ قائد السبسي وشق آخر أطلق على نفسه تسمية “لم شمل الندائيين”. وبين هذا وذاك أقرّ بوجمعة الرميلي القيادي بالحركة بأن الحزب دخل في مرحلة حرجة”مرحلة الرّوج” باعتبارأنه لم يتم إجراء المؤتمرات المحلية والجهوية وبالتالي فإنّ اللجنة مازالت لم تخط الخطوة المطلوبة لتنظيم المؤتمر في موعده الجديد. وأضاف الرميلي في تصريح اعلامي أن “الاستعدادات للمؤتمر تتقدّم بالإمكانات والصعوبات حسب الجهات وأنه من المزمع تنظيم المؤتمر يوم 6 أفريل المقبل ما لم تحصل أيّة تطوّرات سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الحزب". وأكد الرميلي على أهمية تنظيم المؤتمرات المحلية نهاية الأسبوع المقبل كأقصى تقدير مشيرا إلى أنه في صورة عدم اجراء هذه المؤتمرات في الموعد المشار اليه فان مؤتمر نداء تونس سيجد نفسه امام مشكلة أخرى. وفي هذا السياق اعتبر الديبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي أن نداء تونس حزب موجود وقائم الدذات وحتى ان لم يتم عقد المؤتمر الانتخابي بإمكانه أن يقدّم قائمات للترشح للانتخابات المقبلة. وأضاف العبيدي في تصريح لموقع الشاهد أن جميع الأحزاب بصدد القيام بلقاءات والبحث عن تحالفات جديدة خاصة بعد الحديث عن الترفيع في العتبة الانتخابية وأن الساحة السياسية في تونس متحرّكة باستثناء كحركة النهضة الحزب الوحيد القائم الذات والمهيكل وكذلك الجبهة الشعبية ” لكن موش بنفس الحجم” معتبرا أن باقي الأحزاب في مهب الريح . وأشار المحلل السياسي إلى أن حركة النهضة هي الحزب الوحيد الجدير باسم حزب للانضباطه معتبرا أنه لا يمكن تكوين منظومة سياسية بدون انضباط الذي من شانه ان يعطي الاولوية للبرنامج والقيم التي ينبني عليا الحزب. وللتذكير فقد أكّد المكتب التنفيذي في بيان له على مساندته للجنة الوطنية المكلّفة بإعداد مؤتمر الحركة وعلى ضرورة أن يكون لها الاختصاص الحصري والشفاف في كل المسائل التنظيمية من توزيع الانخراطات لكلّ منتسبي الحركة الراغبين في لمّ الشّمل وتنظيم الاجتماعات والانتخابات وسلامة الترشحات وتجميع اقتراحات اللوائح والإعداد المادي للمؤتمر وضمان حرية النقاش وشفافية تصويت المؤتمرين ومراقبته وصولا إلى صدقية الإعلان عن التصويت مع تولّيها (لجنة إعداد المؤتمر) تعيين وفد يتمتّع بمصداقية عالية للاتصال بعديد الشخصيّات والكفاءات الوطنية المعتدلة والمستنيرة تطبيقا لخارطة طريق المؤتمر وتعزيزا للمسار. وأشار المكتب الى ان حركة نداء تونس حشدت العزائم والرّأي العام من شمال البلاد إلى جنوبها بقيادة الأستاذ الباجي قائد السبسي وأصبحت محطّ آمال أغلبية التونسيين في دفاعهم عن الدّولة كرصيد وعن نمط مجتمعهم المتفتّح والنيّر ممّا أدّى إلى عودة الرّوح الوطنيّة العالية والانتصار للمستقبل وإشاعة الأمل وحماية نمط عيش التّونسيين و تكريس حقوق المرأة وتضرّرت مصداقيّتها بشكل ملحوظ من سياسة التّوافق وغياب التّسيير الدّيمقراطي مما انعكس سلبا على أوضاع البلاد وأدّى رغم إنجازاتها التاريخية إلى هجر رحاب الحركة من قبل جزء معتبر من ناخبيها ومناضليها وقياداتها وتقليص قدرتها على التأثير في السّياسات.