ضربت بكتيريا “اكزيليلا فاستيديوزا” شجر الزيتون في دول شمال المتوسط مثل فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وتتسبب هذه البكتيريا بتأثيرات كارثية على الزيتون حيث لا يوجد دواء لها غير اقتلاع الأشجار. وبسبب انتشار هذه الآفة فإنّ هنالك تخوفات كبرى في تونس من وصول هذه البكتيريا لدول جنوب المتوسط، ودعت الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون التابعة للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، في بيان الحكومة إلى التعجيل بوضع استراتيجية محكمة للتوقي من بكتيريا “اكزيليلا فاستيديوزا” التي ضربت غابات الزيتون. واعتبرت الجامعة أن استفحال هذه البكتيريا بشمال البحر الأبيض المتوسط يزيد المخاوف لدى منتجي الزيتون في تونس تجاه هذه “التهديدات الجدية المحدقة بغابات الزيتون” مما يتطلب رصد “الاعتمادات اللازمة لها وإرساء خطة تدخل ناجعة وسريعة في حال ظهور البكتيريا”. وأعربت الجامعة، في المقابل، عن استغرابها من سوء تقدير حجم الكارثة وجسامة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يمكن أن تحل بقطاع الزيتون في تونس في حال تسرب هذه البكتيريا خاصة في ظل غياب تدخل ناجع ضد هذه الآفة سوى اقتلاع الاشجار من جذورها. من جانبه، قال سمير بالطيب وزير الفلاحة على هامش مشاركته في مؤتمر المنظمة العالمية للصحة الحيوانية يوم الثلاثاء الفارط إن هذه البكتيريا غير موجودة في تونس وأن هياكل الوزارة جاهزة لمجابهة هذه البكتيريا والتصدي لها. وفي هذا الشأن، قال الكاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون محمد النصراوي إنّ هنالك تهديد جدّي بشأن انتشار بكتيريا تتسبب في تيبس أشجار الزيتون وتقضي عليها وهي منتشرة بشكل كبير في دول أوروبية، مضيفا أنه لا يمكن معالجتها أو الحد منها بدواء معيّن وهنالك حلّ وحيد وهو اقتلاع الشجرة. وأضاف النصراوي في تصريح لموقع “الشاهد” أن هذه البكتيريا منتشرة في دول أوروبية تتعامل معها تونس بشكل يومي من خلال الزيارات والتصدير والتوريد مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، مشددا على أنه يجب الوقاية منها من خلال تعقيم وسائل النقل والسلع القادمة من هذه الدول والحد من توريد نباتات الزينة. وأكّد النصراوي أنه وقع منع توريد مشاتل الزيتون وكذلك نباتات الزينة، مشددا على ضرورة مراجعة القائمة بشكل دوري. وتابع النصراوي أنّ هنالك عديد الطرق التي يمكن أن تمرّ منها هذه البكتيريا إلى تونس مثل الأحذية والعجلات والحشرات، وخاصة هنالك 560 نبتة يمكن أن تنقل هذه البكتيريا الخطيرة لتونس مبيّنا أنه على السلطات في التونسي تكثيف المراقبة والقيام بمسح حول شجر الزيتونة. وفي ما يخصّ جهود وزارة الفلاحة للوقاية، قال النصراوي إنّ هذه الجهود مازالت غير كافية وفي حاجة لمضاعفة المجهود لمنع دخول هذه الآفة إلى تونس في الفترة القادمة. وأضاف النصراوي أن قطاع الزياتين قطاع حيوي جدا ومهم للتونسيين ولاقتصاد التونسي حيث يمثّل حوالي نصف مداخيل القطاع الفلاحي من الصادرات ويشغل بين 30 و40 في المائة من اليد العاملة في الفلاحة. وتابع النصراوي أن هنالك 310 ألف فلاح في تونس ينشطون في هذا القطاع ويملكون أكثر من 100 مليون زيتونة.