عبر منتجو الزيتون عن خوفهم الشديد من انتشار بكتيريا Xylella fastidiosa القاتلة بشمال البحر الابيض المتوسط في ظل غياب التدخل الناجع من سلطة الإشراف. تونس «الشروق» اصدرت الجامعة الوطنية لمنتجي الزيتون التابعة للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بيانا جاء فيه :" اثر استفحال آفة البكتيريا القاتلة Xylella fastidiosaبشمال البحر الابيض المتوسط يعبر منتجو الزيتون عن بالغ قلقهم وشديد تخوفهم ازاء التهديدات الجدية المحدقة بغابات الزيتون في بلادنا" . واعربوا عن استغرابهم واستنكارهم لسوء تقدير حجم الكارثة وجسامة الخسائر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يمكن ان تحل بهذا القطاع في صورة تسرب هذه البكتيريا القاتلة الى بلادنا خاصة في ظل غياب تدخل ناجع ضد هذه الآفة سوى التقليع وفقا لنفس البيان . ودعت الجامعة الحكومة الى التعجيل بوضع استراتيجية محكمة للتوقي من هذه الآفة ورصد الاعتمادات اللازمة لها وإرساء خطة تدخل ناجعة وسريعة في حال ظهور البكتيريا في بلادنا. وقال محمد النصراوي كاتب عام الجامعة في تصريح ل"الشروق" ان هذه البكتيريا (وهي ليست الوحيدة) تصيب غراسات الزياتين وتتسبب في التيبس حد موت الشجرة ونحن كمنتجين نخشى وصولها الى تونس واصابة زياتيننا لذلك دعونا سلطة الاشراف لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للحد من خطورتها فيما أكد وزير الفلاحة سمير بالطيب في تصريح اعلامي ل«جوهرة ا ف ام» ان مصالح الوزارة جاهزة ومستعدة لمواجهة هذه البكتيريا. الوعي المنقوص ولمزيد التفاصيل حول هذه البكتيريا تحدثنا الى ماهر بن اسماعيل منتج الزيتون الشتوي من الجيل الخامس «نصر توكابر» بالشمال الذي حصد عديد الجوائز في اثينا والمانيا وايطاليا وامريكا واليابان ولندرة ومؤخرا حصل على جائزة احسن زيت زيتون في تونس خلال المسابقة الوطنية لاحسن زيتون تحت اشراف المجلس الدولي للزيت فافاد ان هذه البكتيريا ظهرت في جنوبايطالياوجنوباسبانيا وهناك حديث عن شكوك في ظهور اصابات في المغرب وبصدد التثبت منها . واضاف ان هذه البكتيريا تتسبب في حرق شجرة الزيتون والقضاء عليها نهائيا وتصيب عادة من تجاوزت ال100 سنة وتعود الأسباب الى استعمال المواد الكيمياوية بصفة عشوائية ومكثفة والتي تخفض من نسبة استمرارها. وبخصوص انتقال البكتيريا قال:" تنتقل عن طريق الهواء وعن طريق المشاتل المريضة وبالنسبة للهواء هناك صعوبة في الوصول الينا لأنه بيننا البحر لكن هناك امكانية لانتقالها عبر المشاتل خاصة واننا نستوردها من ايطالياواسبانيا وهو ما يستوجب المراقبة المشددة» وأوضح ان المراقبة الاكثر تشددا يجب ان تشمل الشتلات التي تأتي بطرق موازية وخاصة من الجزائر . وأكد على ضرورة تحرك الارشاد الفلاحي لتحسيس الفلاح بضرورة ابلاغ الهياكل المعنية عند ظهور المرض واخذ الاحتياطات اللازمة قبل فوات الأوان. وأشار الى ضرورة الحفاظ على «الشتلات» التونسية للزيتون لأنها الافضل على المستوى العالمي وقادرة على التأقلم مع مناخنا شبه الجاف ومقاومة الامراض السرطانية ذلك ان الدراسات اثبتت ان الزيتون الشتوي قادر على مكافحة الخلايا السرطانية وتحويلها الى خلايا عادية بينما الشتلات التي تأتي من ايطالياواسبانيا ليست هي الافضل في بلدانها لا من حيث المردودية ولا النجاعة واكبر دليل على ذلك صعوبة ترويج 100 الف طن من الزيت (صنف ايطالي واسباني) خلال الموسم الماضي وهي موجودة حاليا في المعاصر لانهم يرغبون في شراء زيت الزيتون التونسي الذي تم بيعه كليا. وختم بان ممثلي الاممالمتحدة زاروا ضيعته خلال الاسبوع الماضي لتثمين زيت الزيتون الشتوي وغدا سوف يستقبل 4 مديرين عامين من البنك العالمي ايضا لتثمينه بينما لا يوجد وعي في تونس بأهميته. وعموما لا يجب ان تكتفي سلطة الاشراف بطمأنتنا بل يجب ان تتحلى بوعي اكبر بأهمية اخذ الاحتياطات اللازمة لان زيتنا بات مستهدفا خلال السنوات الاخيرة في اطار منافسة شرسة عالميا كان يتصدر فيها دائما المراتب الاولى.