لم تهدأ الساحة السياسية، منذ التصريحات الخطيرة التي أدلى بها محامي مصطفى خضر بشر الشابي محامي، الذي أكد أنّ قضية موكله المتعلقة بالجهاز السري مجرد فيلم ومسرحية انتخابية، مشيرا إلى أن بعض الوثائق التي مسكت عند منوبه هو عبارة عن خواطر كتبها مصطفى خضر. وأقرّ المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي خلال حضوره ببرنامج “ميدي شو” الذي يبث على إذاعة “موزاييك، أمس الاثنين، أنّه على علم بوجود وثيقة في الملفّ الذي وزّعته هيئة الدّفاع عن الشّهيدين هي بمثابة “خواطر” لمصطفى خضر. وأثار هذا الموضوع جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سخر مدوّنون من هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي، التي ثبت وبشهادة محامي مصطفى خضر والمتحدث باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أنها “تُلاحق الخيال”. وتحت عنوان “هل انقلبت الدّعوى على المدّعي”، اعتبر الباحث في الحضارة العربية الإسلامية سامي براهم أن اقرار حمة الهمامي بعلمه بوجود وثائق في الملفّ الذي وزّعته هيئة الدّفاع عن الشّهيدين تحت عنوان “خيال”، هو أوّل تصريح رسميّ لأحد المحسوبين على القائمين بالحقّ الشخصي للشهدين بلعيد والبراهمي يصادق فيه على ما ورد في إفادة محامي مصطفى خذر. وتساءل سامي براهم في ذات السياق “هل كلّ الوثائق المعتمدة لنسج سرديّة التنظيم السرّي ووقوفه وراء الاغتيالات خضعت لنفس الطّريقة في الاطّلاع والتّأويل ؟ في النّهاية هل ساهمت هيئة الدّفاع في استجلاء حقيقة الاغتيالين أو في مزيد تعويمها؟” وكتب حسين عمر: “هي وثيقة واحدة نصفها العلوي حقيقة والسفلي خيال.. لك الله يا تونس”. وعلّق القيادي بحركة النهضة العجمي الوريمي: “قال صاحبنا: الحقيقة الظاهرة والسطحية لا تهم أحدا وكل بحث عن الحقائق الخفية والمطمورة يتحول إلى بحث عن الإثارة. ويسعى خلف الإثارة كل ذي خيال والخيالي كالأسطوري قصووي مفرط جموحه حتى أن الحقيقة لا تعنيه وليست أكبر همه. وللوصول إلى الحقيقة لا يكفي البحث في الواقعة عينها، بل لابد من البحث في الواقعات الشبيهة.. حتى يتقلص الخيال.” يذكر أن محامي مصطفى خضر بشر الشابي، أكد خلال حضوره على قناة التاسعة الأسبوع الماضي أن هيئة الدفاع عن شكري بلعيد و البراهمي قالت إنها تحصلت على وثيقة ورد فيها أن الإرهابي الذي قتل شكري بلعيد تحصل على 300 مليون، أشار إلى أنّها أخفت عن قصد باقي ما جاء في هذه الوثيقة وهو أن حمة الهمامي وكمال اللطيف هما وراء المبلغ، وفق نص الوثيقة. وهو ما يجعل الهيئة أمام فرضتين وهو أن تسلم بصفة كاملة بما جاء في الوثيقة وبالتالي تضع نفسها أمام حتمية توجيه التهمة إلى حمه الهمّامي أو الإقرار بأن هذه الوثيقة بأكملها مجرد تخمينات وخيال وهو الذي من الممكن أن يضرب مصداقيتها. وتحت عنوان “هل بدأ العد التنازلي لملف الجهاز السري؟”، كتب المنصف سليطي: “بعد صمت طويل وفي أول خروج علني لمحامي مصطفى خذر وفي غفلة من الزمن ومن القناة التي لم تكن تنتظر هذه الحقائق المربكة في الملف، استطاع بتدخله أن يلفت الانتباه إلى ثغرات منطقية وقانونية في التعامل مع الملف ويدخل شكوك كبرى في مصداقية الهيئة وحرصها على التوظيف السياسي للملف واستند على وثيقة حقيقية موجودة في ملف مصطفى خذر وقدمتها الهيئة بشكل انتقائي وأوضح مثلا بأنها اعتمدت المغالطة بوقوفها عند “ويل للمصلّين”. وتابع قائلا: “المهم وبغض النظر عن محتوى الوثيقة وما جاء فيها من تفاصيل خاصة وأن عنونها “من الخيال” وأخذت معطياتها من عند عراف كما يقدمها صاحبها وهي أقرب إلى التخمينات إلا أن المنهجية التي تعاملت بها الهيئة مع هذه الوثيقة هي محل إشكال وجدال. وإذا ثبت تلاعب هيئة الدفاع عن الشهيدين بوثيقة واحدة في قضية مصطفى خذر وما سمي بالجهاز السري إلى هذا الحد انهارت مصداقية التمشي بأكمله”.