عرفت تونس ما يكفي من التراشق الخطابي المتواصل والعنف الاجتماعي المتبادل في السنوات الأخيرة، والأخبار السيئة التي عادة ما تُكتبت بالخطّ العريض في أغلب الصحف المكتوبة، وأصبحت الأخبار السيئة بمثابة الطبق اليومي لهذه الصحف، التي جعلت المواطن التونسي يخيّر مقاطعتها لكي لا يقضي على مزاجه اليومي، في المقابل يقعُ تحجيم بل تجاهل الأخبار المنعشة والتي عادة ما تمرّ مرور الكرام دون عرضها والتدقيق في تفاصيلها، من ذلك الحديث عن إطلاق قمر صناعي تونسي لأول مرة في تاريخ تونس. وأعلن النائب عن حركة النهضة ورجل الأعمال محمد فريخة أن الشركة التي يديريها “تلنات” ستوقّع يوم 1 أفريل 2019 اتفاق إطلاق أول قمر صناعي تونسي “CHALLENGE 1″ عبر المركبة الفضائية الروسية Soyuz2. ولفت فريخة في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك إلى أن” مجموعة “تلنات” اتفقت مع الشركة الروسية المتعهدة بخدمات المركبة الفضائية الروسية Soyuz2 على إطلاق أول قمر صناعي تونسي عبر هذه المركبة وذلك سنة 2020، مبرزا أن “وفدا من الشركة الروسية سيصل تونس في نهاية شهر مارس لإمضاء اتفاق الاطلاق وذلك خلال الندوة التي ستنظمها مجموعة تلنات يوم 1 أفريل بمدينة صفاقس”. وعلى الرغم من أن دخول تونس إلى مجال الأقمرة الصناعية جاء مُتأخّرا نسبيا لكون هذا المجال شديد التكلفة وتونس ليست لديها إمكانيات مالية بقدر الدول العظمى التي تنفق المليارات في هذا الإطار، إلاّ أنّ هذه المحاولة تُحسب لها في إطار اللحاق بركب البلدان الرائدة في هذا المجال رغم الإمكانيات الضعيفة لتونس. وأفاد فريخة في وقت سابق أنه في اطار المشروع الأوروبي المسمّى ‘كاتس كويك أكساس تو سبايس' ،تم اختيار تونس لإطلاق قمر صناعي تونسي، مؤكدا أنه بفضل هذه الاتفاقية ستتمكن تونس من تكنولوجيا صناعة الأقمار الصناعية. ويذكر أن القيمة المالية للاتفاقية، تقارب 120 مليون دينار، ستخصّص للاستثمار في تونس على مدى السنوات المقبلة.