تعمدُ عصابات التهريب إلى تهشيم عشرات الأماكن الأثرية بتعلة البحث عن قطع تبيعها بمئات الملايين، ولاتزال الآثار التونسية عرضة للنهب والسرقة والإهمال، فأثار مكثر وسبيبة و ڨلال سمامة وغيرها من الآثار المتوزعة على مختلف مناطق الجمهورية وخاصة بالمناطق الداخلية لا تحظى بالرعاية والحماية اللازمة من قبل السلط المعنية. ومُؤخّرًا، تعرّضت المقابر والقصور والكهوف المتواجدة بمعتمدية حاجب العيون والتي تسخر بالعديد من المواقع الأثرية المميزة والمعالم التاريخية الهامة إلى عملية تخريب وحفر دون مراعاة القيمة التاريخية والحضارية لهذه المواقع الأثرية، وسبق للأهالي أن توجهوا إلى السلط المعنية وطالبوا بضرورة حماية الثروات الوطنية. وأكد متساكنو المنطقة الذين يقطنون بالقرب من مختلف المواقع الأثرية أن هناك مجموعات وعصابات تقوم بعملية الحفر داخل هذه المواقع بحثا عن الكنوز ويقومون بتهديد كل من يحاول منعهم وذلك باستعمال الأسلحة وبث الرعب والخوف في نفوس المواطنين ويصل الأمر حدّ التهديد بالقتل والذبح. وأقرّ رئيس بلدية حاجب العيون لزهر النصري في تصريح لإذاعة موزاييك بعملية التخريب التي طالت كل المواقع الأثرية بالجهة على مرور سنوات، مضيفا انه سيتم تأسيس جمعية تعتني بكل الأماكن الأثرية من أجل صيانتها وحمايتها والعمل على تثمينها واستغلالها والسعي على ربطها بالمسلك السياحي. وكثيرة هي حالات السرقة الممنهجة التي تعرضت لها المواقع الأثرية بمختلف مناطق الجمهورية، ومن أكثر المناطق المستهدفة في تونس هي ولاية سليانة والتي تعتبر من أكثر الجهات ثراء من الناحية الأثرية، إذ يوجد بها قرابة 2800 موقع ومعلم تتوزع على كل المعتمديات، وتهديد هذه الكنوز لم يتوقف على العهد السابق بل مازالت حالات السرقة والحفر العشوائي متواصلة إلى حدود الآن. وبالعودة إلى التقارير التي نُشرت في الغرض تم تهشيم عدد من المقابر الرومانية في مدينة سبيطلة من ولاية القصرين بحثا عن كنوز الرومان ليتم لاحقا اكتشاف عدم وجود أي قطع أو كنوز. كما تم أيضا تسجيل اختفاء هيكل عظمي لديناصور من ولاية تطاوين بعد أن تم العثور عليه أثناء عملية حفر بشركة الفسفاط بقفصة وبعد معاينته من قبل فريق أجنبي بالتعاون مع تونسيين تم تسليمه الى متحف ليعلن اختفاؤه دون تقديم أي مبررات عن الجهة التي تحصلت عليه وهو ما جعل باحثين في علم الاثار يطالبون بفضح كل من تورط في عملية السطو. وبعد اختفاء قطع بورقيبة والهيكل العظمي تم أيضا تسجيل اختفاء قطعة أثرية “قالنات” وهي عبارة على نسر ذهبي يعود الى الحقبة القرطاجية كما أنها قطعة فريدة لا يوجد منها مثلا في كامل آثار دول العالم وقد تم توجيه التهمة لحارس المتحف الذي توفي في سجنه في ظروف غامضة. وعلاوة على سرقة الآثار ونهبها تحولت بعض المناطق الأثرية الأخرى إلى وجهة للمتسكعين والسكارى وبقيت معرضة للاتلاف والتخريب ودون مراعاة الجهات المعنية للقيمة التاريخية والحضارية لهذه المواقع الأثرية.