صراع على اشدّه بين مختلف الاحزاب السياسية، تعيش على وقعه تونس، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، أدى في بعض الاحيان الى دخول احزاب جديدة إلى دائرة المنافسة وخروج أخرى من نفس الدّائرة رغم عامل الأقدميّة والخبرة، ويبدو ان حزب المسار والذي تأسس سنة 2012 بعد اندماج حركة التجديد مع شق من حزب العمل التونسي إضافة لعدد من الناشطين المستقلين في القطب الديمقراطي الحداثي، يعيش أيامه الأخيرة بعد الانقسامات التي عرفها مؤخرا وبعد التحاق أبرز قياداته بحركة تحيا تونس. وأعلن المنسق العام لحركة تحيا تونس سليم العزابي خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء 9 أفريل 2019، التحاق عدد من الشخصيات بحركة تحيا تونس من بينها سلمى بكار وسمير الطيب ولطفي بن بدر . وصرّح سمير الطيب أن حركة تحيا تونس مشروع مازال في طور الإنجاز، معتبرا أن المعركة السياسية التي خاضها منذ دخوله السياسة وما راكمه من التجاربات السابقة ستتواصل داخل تحيا تونس. وقال الطيب إن المعركة الحقيقية في البلاد هي معركة حضارية وليست معركة وهمية مبيّنا أن الوضع السياسي في تونس يتسم بالردّة والرداءة. ويرى مراقبون، أن التحاق سمير الطيب وثلة من المساريين إلى حزب تحيا تونس، المشروع السياسي الموالي لحكومة يوسف الشاهد، قد يعني وضع نقطة النهاية لمسار حزب المسار الذي يعاني من صراعات كبرى طفحت وبشكل واضح في مؤتمره الانتخابي. و يمرّ حزب المسار الذي يستمدّ ماضيه من الحزب الشيوعي التونسي بفترة صعبة، بعد الانقسامات التي شهدها إثر إنسحابه من الحكومة في جويلية 2018 وتجميد مسؤولية سمير الطيب كأمين عام للحزب بعد أن خيّر البقاء في حكومة يوسف الشاهد كوزيرٍ للفلاحة و الموارد المائية و الصيد البحري. وشهد حزب المسار على إثر ذلك جملة من الاستقالات في الفترة الأخيرة، آخرها إعلان 32 عضوا من أعضاء المجلس المركزي للحزب المسار (مجموعة مساريون لتصحيح المسار) عن تجميد مسؤولياتهم الحزبية وذلك على إثر ما اعتبروه “فشل جميع المحاولات الجادة والملحة الهادفة إلى إخراج الحزب من الأزمة الخطيرة التي يمرّ بها منذ شهر جويلية 2018”. كما أعلن 62 عضوا من حزب المسار عن رفضهم المشاركة في أشغال المؤتمر الانتخابي الذي عقده الحزب هذا الأسبوع معتبرين أن “كلّ نتائجه السياسية والتنظيمية باطلة ولا قيمة سياسية وقانونية لها”. يشار إلى أن حزب المسار انضمّ مؤخّرا إلى مبادرة ائتلافية تحت شعار “قادرون” تجمع كلاّ من الحركة الديمقراطية لأحمد نجيب الشابي والحزب الجمهوري وحزب المستقبل برئاسة الطاهر بن حسين و200 شخصية مؤسسة، منها كوادر حزبية وشخصيات وطنية ونواب ووزراء سابقون، الامر الذي يعتبره مراقبون الفرصة الأخيرة التي قد تنقذ حزب المسار من الانهيار الوشيك.se