متساكنو مركز رعاية المسنين بقرمبالية هم من المسنين الذي انتهت بهم الحياة إلى هذا المأوى لعلّه يكون أكثر رحمة بهم من عائلاتهم التي تناستهم أو الحياة التي أثقلت كاهلهم أو الشيب الذي تسرّب إلى رؤوسهم ليطفأ جمال شعرهم أو تلك التجاعيد التي رسمت على وجوهم مخفية ورائها ألف حكاية عن إنسان حمله مصيره إلى هناك. ولكن قسوة الحياة وتجاهل الأقربين لم يكونوا أكثر سوء من ذلك المركز الذي سمّي برعاية المسنّين بل وجد فيه أؤلائك النزلاء أشدّ انواع التعذيب النفسي والجسدي والقهر نتيجة للمعاملة السيئة الذي يجدونها منذ سنوات وسط صمت مريب من السلطات المعنّية ووزارة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ التي لم تحرّك ساكنا إزاء ما يحصل رغم ان الفيديوهات انتشرت منذ أشهر عن ما يلقاه هؤلاء النزلاء. جمعية “جسور” والتي تابعت الملف منذ أشهر أصدرت اليوم بيانا تحدثت فيه عن “التجاوزات التي تمت معاينتها بمركز رعاية المسنين بقرمبالية على مدى الأشهر الأخيرة، وذلك بعد سماع شهادات من بعض المقيمين إما بصفة مباشرة أو عن طريق مقاطع فيديو تم تسجيلها في الغرض لمن يعجزون عن التنقل والخروج من مكان الإقامة. وأكّد الجمعية “وجود شبُهات وتجاوزات حقيقيّة في دار المسنين بقرمبالية من سوء معاملة (ضرب المسنّين الذين يصعب التعامل معهم في بعض المواقف) وهرسلة وسرقة (هدايا المسنين وأمتعتهم الشخصية) واعتداء على بعض النزلاء، منها ما أثبتته تقارير طبيّة حول الاعتداء بالعنف على بعضهم على غرار محمد علي سالم وفوزية الدريدي والطيب الرياحي والعياضي وغيرهم”. واكّدت الجمعية أنّ “إدارة المركز تسعى إلى التغطية على مختلف التجاوزات الحاصلة منذ مدّة وحماية بعض الأعوان العاملين فيها وهم بالأخص حسب الشهادات الموثقة لدى الجمعية واتهامات المسنّين مديرة المركز والمشرفة الاجتماعية والقيم”. ودعت الجمعية “السلطات الجهوية والمركزية المعنية والمتداخلة وعلى رأسها وزارة المرأة، بفتح تحقيق فوري في الغرض والسماع لمختلف النزلاء المتضررين بعيدا عن ضغوطات المشرفين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في المسؤولين عن التجاوزات” مطالبة بحماية المبلّغين عن التجاوزات المذكورة وعلى رأسهم محمد علي بن سالم من ردود الفعل الانتقامية وممارسات الهرسلة والتشفي من قبل المتهمين. و تدعت جمعية جسور “المجتمع المدني ونوّاب الجهة والزملاء الإعلاميين إلى زيارة المكان المذكور في أسرع وقت والسماع لمختلف الشهادات والمتضررين والضغط على السلطات لتحسين ظروف عيش المسنين وضمان عدم تكرار التجاوزات المهينة التي تعرض لها عدد كبير منهم”. ودعت الجمعية “السلطات المعنية من وزارة المرأة والنيابة العمومية فتح تحقيق في وفاة عدد من المسنّين بالدار المذكورة (ستة أشخاص) تشير بعض الاتهامات أنهم توفوا بسبب الإهمال الصحي أو المبالغة في إعطائهم أدوية مخدرة أو ضربهم بصفة مستمرة. (عبد الرحمان وعمر العبيدي والمكي العوني وسعد الله والشاذلي..) وذلك حسب معلومات وشهادات تحصلت عليها الجمعيّة من بعض النزلاء في مركز رعاية المسنين بقرمبالية. وفي نفس السياق، قال رئيس جمعية جسور ظافر بالطيبي في تصريح لموقع الشاهد إنّ الجمعية بالتعاون مع موقع السفير تمكّن منذ أشهر من جمع 5 شهادات من نزلاء في مركز رعاية المسنين بقرمبالية تشير كلّها إلى وجود انتهاكات جسيمة في التعامل مع المسنين مثل العنف الشديد والتحرّش وإهانة النزلاء وسرقة الهدايا الذين يتحصّلون عليها مبيّنا وجود حالات وفيات مسترابة نتيجة للإهمال الصحّي وضربهم بصفة مستمرّة و المبالغة في إعطائهم أدوية مخدرة. وأضاف بالطيبي إن الجمعية اتصلت بثلاثة نواب عن الجهة وهم محرزية العبيدي ووليد جلاد ومعزّ بن رحومة والذين زاروا مركز الرعابة ولكن يبدوا أنه وقع تغليطهم من قبل رئيسة المركز. واوضح بالطيبي أن طلب الجمعية للسلطات يتمثّل في فتح تحقيق حول ما يحدث في مركز رعاية المسنين بقرمبالية إضافة إلى التحقيق في تتالي حالات الوفيات في المركز خلال السنوات الأخيرة.