كشفت التحاليل التي قامت بها اللجنة الطبية للتحقيق في أسباب وفاة 14 رضيع بمركز التوليد وطب الرضيع وسيلة بورقيبة بمستشفى الرابطة، عن وجود جرثومة في أكياس المستحضر الغذائي الذي يقدم للرضع، تسربت من خارج القسم خلال عملية التحضير. واعتبر النائب عن التيار الديمقراطي غازي الشواشي أن مضمون التقرير هزيل جدا ولم يحمل المسؤولية إلى اي طرف وأنه لم يضف جديدا باعتبار ان الحديث عن مشكلة نظافة تم التطرق له منذ الحادثة. وأضاف الشواشي في تصريح لموقع الشاهد أن الحديث عن أطراف أريد عرضهم على التحليل وعدم التمكّن من ذلك بسبب تدخل أطراف أجنبية لا يعدّ نتيجة، مبينا أنه في ظل غياب تحقيق لكشف الحقيقة وعدم تحميل المسؤولية لأي شخص واصلاح الخلل الموجود يصبح التقرير دون معنى. كما بيّن المتحدّث أن نتائج التقرير لم تتوصل لكشف الحقيقة وأن الحكومة تريد التهرّب من مسؤولياتها، معتبرا أن ما وقع في مؤسسة صحية عمومية تتحمل مسؤوليته كل من الحكومة ووزارة الصحة . كما تساءل عن سبب استقالة الوزير والتحوير الذي طرأ على العديد من المناصب إذا كان الخلل يتمثّل في عدم احترام ممرض لقواعد الصحة، مبيّنا أن أقوال وزيرة الصحة فيما يتعلّق بالتقرير النهائي متضاربة فمن جهة تؤكد انه تقرير ختامي ومن جهة تؤكد ورود تقرير ثان سيحمل المسؤوليات للمذنبين. كما تساءل عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها في حين أنهم لم يتعرّفوا على المتسبب الرئيسي في التعفن الذي راح ضحيته 14 رضيع. ومن جانبه اعتبر رئيس الجمعية التونسية لمساعدة ضحايا الأخطاء الطبية صابر بن عمار، أن التقرير النهائي للجنة الطبية للتحقيق في أسباب وفاة الرضع بمركز التوليد وطب الرضيع وسيلة بورقيبة، يندرج في اطار “التعويم وفيه محاولة للتغطية على الأطراف المسؤولة عن وفاة الرضع”. وشكك بن عمار في النتائج التي أعلنت عنها اللجنة وأكدت فيها “أن جميع المستلزمات الطبية والأدوية المستخدمة تستجيب لشروط حفظ الصحة”، ملاحظا أن عدم انفتاح اللجنة في تركيبتها على أي من ممثلي المجتمع المدني والنقابات تمثل احدى نقاط ضعفها. وقال “عدم تعرض تقرير اللجنة للمخابر التي تزود المركز بالمستحضرات الطبية يمثل محاولة للتعويم والتسويف وكان يتعين على اللجنة أن تتولى الافصاح عن قائمة المزودين من المخابر ومدى سلامة منتوجاتها”. واتهم رئيس الجمعية اللجنة بالتهرب من تحميل المسؤولية لأي كان، مذكرا بأن جمعية مساعدة ضحايا الأخطاء الطبية كانت طلبت الاستعانة بخبراء من منظمة الصحة العالمية ضمن هذه اللجنة للكشف عن أسباب وفيات الرضع في كنف الاستقلالية. ووصف تقرير اللجنة، ب”المجانب للحقيقة”، داعيا القضاء الى عدم الاكتفاء باعتماد تقرير اللجنة الطبية من أجل بلوغ الحقيقة في ملف وفاة الرضع واستكمال أبحاثه والاستعانة بخبراء دوليين ان اقتضت الحاجة لكشف الحقيقة. كما أعلن بن عمار اعتزام الجمعية تنظيم سلسلة من التحركات الاحتجاجية للتعبير عن رفضها لنتائج تقرير اللجنة الطبية بشأن وفيات الرضع والمطالبة بكشف حقيقة هذه الحادثة التي راح ضحيتها 14 من الرضع المقيمين بهذا المركز. وللتذكير فقد أعلن رئيس لجنة التحقيق في وفاة الرضع محمد الدوعاجي أن أعضاء اللجنة فضّلوا التريث وبحثوا في أكثر من 100 ملف لمرضى أقاموا بالمركز أثناء الفترة المتراوحة من 4 الى 10 مارس الماضي. وأكد أن التقرير الذي قدم بشكل أكثر دقة قبيل الندوة الى وزيرة المرأة وسيكون أمام أنظار القضاء للنظر فيه، رصد تسجيل اخلالات في الحوكمة وعدم احترام لقواعد التعقيم والى تسرب جرثومة “انتروباكتاركلاوكي” الى قاعة تحضير أكياس المستحضر الغذائي بمركز التوليد وقسم الرضيع بالرابطة، مشيرا، الى أن هذه الجرثومة تسربت الى المستحضرات الغذائية لتصيب الرضع المتوفين البالغ عددهم 14.