أجّل حزب تحيا تونس الذي يضمّ أنصار رئيس الحكومة يوسف الشاهد جلسة اختتام مؤتمره التأسيسي التي كانت مقررة يوم أمس الاحد، الى الاربعاء 1ماي 2019، وأعزى المؤتمرون أسباب التأجيل إلى الحادث التي توفيت فيه عاملات فلاحيات السبت الماضي وتسبب في جدل كبير، فيما تشير معطيات كثيرة إلى أن أسباب التأجيل تعود إلى خلافات بين المؤتمرين حالت دون إكمال المؤتمر التأسيسي. وقبل انعقاد مؤتمره بأيام تحدثت وسائل إعلامية عن خلافات قد تهدّد انعقاد المؤتمر في ظروف سليمة ، في ظل وجود اعتراضات في مؤتمري الكاف وبن عروس واحتجاج تنسيقيات المهدية رغم حرص قيادات الحزب على عدم إظهار ذلك. وشهد الحزب موجة استقالات جماعية في مدينة الكاف قبل أيام قليلة من تنظيم المؤتمر التأسيسي، وأرجعت تقارير إعلامية دوافع الاستقالة إلى أسباب عديدة تتعلق “بعدم احترام الآجال المحددة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات لتقديم الترشحات وعدم احترام إرادة القواعد.” وتؤكد أوساط إعلامية أن حزب تحيا تونس والذي لم يمض على تأسيسه أربعة اشهر يتعرض لخلافات كثيرة تتشابه في محاورها الكبيرة مع ما تعرض له نداء تونس، مع إمكانية انقسامه إلى شقين، شق يضم القيادي بحركة تحيا تونس المهدي بن غربية والنائب عن كتلة الائتلاف الوطني مصطفى بن أحمد وشق ثان يضم التجمعيين والدساترة، الذين دخلوا في خلافات مع شق بن غربية. واكدت ذات المصادر أن خلافات قد اندلعت داخل قاعة المؤتمر بسبب مبروك الخشناوي التجمعي السابق ، ما اضطر الى انسحاب فيصل الحفيان المستشار السابق لرئيس الحكومة يوسف الشاهد من المؤتمر ، وما جعل الأجواء تتوتر بعد محاولة وزير النقل هشام بن أحمد فض الشجار والحديث مع مصطفى بن أحمد وتهدئته و منعه من التهجم على التجمعي. وتواصلت الخلافات من قاعة المؤتمر إلى الوسط الافتراضي، بعد أن نشر النائب مصطفى بن أحمد تدوينة ، قال فيها “إني مستعد لأدفع حياتي من أجل حرية تفكيري وإبداء رأيي ولذا الذين يفكرون في إسكاتي يمضمضو أقصى ما يمكن ينتزعوه مني هو نخليهالهم واسعة وعريضة وللحديث بقية”. وتعرض مصطفى بن أحمد على إثر ذلك لسيل من الشتائم والاتهامات طالت شخصه مباشرة، حتى ان احدهم لم يتردد بالقول ” الدساترة أسياد” وفيما علق أخر بالقول “ان لم تستح فافعل ما شئت الشيب والعيب”. وكتبت عبير التركي مدافعة عن مصطفى بن أحمد ” كل ما في الأمر، أنّه رفع فيتو في وجه الخشناوي بحكم القضايا العالقة في شأنه، حمايةً لمسار الحزب ، فتبيّن أن الخشناوي لديه ميليشيا فايسيوكية للتشويه، وهكذا تأكدنا أنو سي مصطفى أصاب في اتخاذ القرار.” ورغم أن الخلافات صعدت إلى العلن، نفى في المقابل الأمين العام لحزب تحيا تونس سليم العزابي في تصريح له في الندوة الصحفية التي نظمها الحزب، ما قيل حول وجود خلافات بين قيادات الحزب. وشدد العزابي على أنه تم تأجيل الاحتفال باختتام المؤتمر بطلب من رئيس الحكومة تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد على خلفية فاجعة السبالة التي أسفرت عن وفاة 12 عاملا وعاملة في قطاع الفلاحة وإصابة 20 آخرين.