ألقى الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية مساء أمس الأحد كلمة للتونسيين لتهنئتهم بحلول شهر رمضان، معرّجا في خطابه على شركات سبر الآراء التي تصدر بين الفينة والأخرى أرقاما متباينة، شكك خبراء في مدى صحتها، ومدى التزامها بالمعايير العلمية. وقال السبسي “تونس تعيش اليوم حمى انتخابات وزاد علينا سبر الأراء”، مضيفا "يطَلعوا واحد الصباح ويهبطوه العشية… زيد الماء زيد الدقيق”. وتوجه رئيس الدولة بنصيحة للسياسيين مفادها عدم الأخذ بجدية للنتائج التي تعلنها شركات سبر الأراء، قائلا في هذا السياق "ما تاخذوش هذا محمل الجد… اخدموا على رواحكم”. ولا يمكننا قراءة كلمة الباجي قايد السبسي وخصوصا تركيزه على شركات سبر الآراء، دون العودة للنتائج الأخيرة لشركة “سيغما كونساي” لصاحبها حسن الزرقوني، والتي عادة ما تظهر يوسف الشاهد على رأس الشخصيات السياسية المرشحة للفوز بالانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي يسعى فيه حزب رئيس الحكومة “تحيا تونس” ليكون بديلا لحزب”نداء تونس” الذي أسسه الباجي قايد السبسي سنة 2012 والذي حظي بدعم ذات المؤسسة سنة 2014، والتي كانت لها مساهمة فعالة في اكتساح نداء تونس وتصدر الحزب المشهد السياسية. ولكن يبدو أن حسن الزرقوني غيّر هذه المرة وجهتهُ السياسيّة لصالح حزب “تحيا تونس”، حيث يعمل الأخير على توفير أرضية نفسية للرأي العام لقبول قوة صاعدة يمثلها حزب “تحيا تونس”، إذ عمد الزرقوني وطوال الأشهر الأخيرة على اظهار يوسف الشاهد في قمة الترتيب السياسي رغم ان شركات اجنبية اصدرت ترتيبا مخالفا يظهر الشاهد في المرتبة الرابعة. وفي هذا السياق، أكدت الإعلامية و”المعلق القار” ببرنامج موزاييك + دليلة مصدق أنها اطلعت على دراسات واستطلاعات رأي غربية خاصة وغير منشورة تؤكد أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعيد جدا على المرتبة الأولى كما اعتبرت بأن مؤسسات إستطلاع الرأي التونسية مضطرة لتعديل نتائجها مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي حتى لا تفقد مصداقيتها وهو ما حصل فعلا بعد 24 ساعة عبر نشر سيغما كونساي لدراسة مفاجئة حل فيها يوسف الشاهد رابعا. وكان حسن الزرقوني قد رافق رئيس الحكومة يوسف الشاهد شهر فيفري الماضي في زيارة رسمية إلى باريس استغرقت 4 أيام، تم اثناءها وبحسب مصادر موثوقة عقد اجتماعات مغلقة لحزب تحيا تونس بحضور عدد من الشخصيات التي لا تضطلع بأي مهمة في الدولة، على غرار مدير مؤسسة سيغما كونساي لسبر الآراء حسن الزرقوني. ويرى مراقبون أن يوسف الشاهد صعد نجمه بتقربه من حسن الزرقوني، الذي حرص وعلى مدى 3 اشهر متواصلة على تقديم يوسف الشاهد في المرتبة الأولى ضمن الشخصيات المرشحة لرئاسة البلاد، وهو الذي يبدو أنّه اثار ريبة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، الذي لم يخف شكوكه حول هذه الشركات، في خطاب ألقاه أمس الأحد بمناسبة حلول شهر رمضان. وأكد رئيس الجمهورية أن الانطلاق في الحملات الانتخابية المسبقة وسبر الآراء صنع “حمّى انتخابية”، راجيا أن تأتي الانتخابات بمن يخدم تونس باخلاص، مشيدا بالعدد المتزايد للمسجلين الجدد للانتخابات البالغ عددهم 500 ألف ناخب جديد.