قرّر صاحب القناة الحوار التونسي سامي الفاهري ونزولا عند رغبة الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السّمعي البصري إجراء بعض التعديلات والمراجعات في المونتاج للحلقات المتبقية من مسلسل “اولاد مفيدة” مع حذف المشاهد العنيفة ليتمكن من بث المسلسل في وقته المعتاد، وجاء ذلك بعد حملة شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضد مضمون المسلسل الذي وصُف “بالعنيف والجريء” كما يتضمن لقطات “خادشة للحياء” . موجة الانتقادات بلغت حد المُطالبة بمقاطعة قناة الحوار التونسي ومُقاضاتها ل “بثّها السموم في بيوت التونسيين”، الأمر الذي دفع بالقناة للامتثال لرغبة المشاهد التونسي عبر حذف اللقطات العنيفة رغم المجهودات المادية والبدنية التي تكلفت في تلك الحلقات، حسب ما أكده صاحب القناة سامي الفهري. إلاّ ان الطريف في الموضوع، أنه وبعد ان اعلن سامي الفهري عن قرار “الحذف” طلب منه بعض المتابعين وعلى صفحته على الانستغرام نشر الحلقة الكاملة على اليوتيوب والذي لا يخضع وفقهم لرقابة الهايكا ، بل ان البعض منهم قال معلقا ” أنّ المسلسل لم يعد ممتعا بعد حذف الحلقات”. حالةٌ بعض المحللين بسكيزوفرينيا المواطن التونسي، الذي يشاهد بعض المنتوجات التلفزية بتفاصيلها بل وينتظر مواعيد بثها ولا يتردد على اثر ذلك في انتقادها والمطالبة بمقاطعتها، حيث يتصدر برنامج اولاد مفيدة نسبة المشاهدة على “اليوتيوب” رغم حملة المقاطعة على الفايسبوك. وطالبت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري في وقت سابق ببث رسالة تحذيرية عن محتوى المسلسل قبل عرضه تقول: “هذا البرنامج يحتوي على مشاهد عنف من شأنها التأثير على الفئات الحساسة، خاصة الأطفال دون سن 12 سنة”. كما أمرت بأن يتم عرض التنويه لمدة عشر ثوان عند بث كُل حلقة، إضافة إلى وضع علامة أسفل الشاشة طيلة عرض الحلقة تفيد بأن المسلسل ممنوع على من سنهم دون ال 12 عاماً. وأعلنت قناة الحوار التونسي على اثر ذلك أنه تم تغيير توقيت عرض المسلسل كما تمّت إعادة مونتاج جميع الحلقات المتبقية وحذف المشاهد “التي يمكن أن يقال عنها “عنيفة'”.