اتسم المشهد الثقافي التلفزي خلال شهر رمضان بالتعدد والتنوع بين مسلسلات اجتماعية وسلسلات فكاهية، لكن عرض هذه الأعمال الدرامية في آن واحد “بحثا عن أعلى نسب مشاهدة”، شتت المشاهد التونسي لكن وحسب ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي فإن مسلسل “أولاد مفيدة” الذي يتم عرضه على قناة الحوار التونسي كان له النصيب الأكبر من التعليقات والملاحظات وغيرها ككل موسم. وقد وجهت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ‘الهايكا'لفت نظر إلى قناة الحوار التونسي دعت فيه القناة إلى الالتزام بعدم عرض مسلسل " أولاد مفيدة " قبل الساعة العاشرة مساء، والكتابة على كامل الشاشة وبخط واضح " هذا البرنامج يحتوي على مشاهد عنف من شأنها التأثير على الفئات الحساسة وخاصة الأطفال دون سن 12 سنة"، وذلك قبل عرض كل حلقة من المسلسل ولمدة 10 ثوان: إضافة إلى وضع علامة أسفل الشاشة، طيلة عرض الحلقة، تفيد أن البرنامج ممنوع على من سنهم أقل من 12 سنة. وقد علّق الإعلامي والكاتب والباحث في الفكر الإسلاميّ غفران الحسايني على هذا العمل الدرامي بالقول “يحبوا يقولوا مادام الخمر والمخدرات والقمار وتسليع المرأة موجود في المجتمع عادي باش تلقاه في المسلسلات بطريقة مكثفة..”، مضيفا “نحب نقول البرامج الاعلامية الي ما عندهاش مشروع ثقافي وطني وماعندهاش قيم تحب تزرعها في شعبها.وما عندهاش هوية وذاكرة وطنية وشخصية وطنية ادافع عليها وتحارب عليها .عادي جدا باش تكون مسلسلاتها وبرامجها ومشاريعها هو تحويل بلاد كاملة إلى وكر للمخدرات والجريمة والعنف ..”. وقال الحسايني “ثم عادي جدا باش تلقى شكون يدافع على المادة الإعلامية هذي ويلقى روحو فيها خاطرها ماهيش غريبة على المحيط الي اختار يكون فيه ويعتبرها عادية خاطر تعبّر على تونس الي هو يعرفها.. وفي نفس الوقت عادي باش تلقى ناس كيفي أنا عندها تحفظ ملي قاعد يتبث لعدة اعتبارات ..”. وأضاف قائلا ” . أنا واحد من الناس ما نعرفش تونس بالطريقة الي قاعدين يصوروا فيها حتى وان كانت موجودة فهي ليست غالبةب قدر ما يريدون تغليبها ..نعرف تونس أخرى فيها برشة خير وحشمة وبرشة محبة وبرشة صبر وثبات قدام طوفان تسليع التونسي وزرع الخواء في شخصيتو..يحارب على قيم عايلتو وصغارو حتى كان ما خلطش بالجهد يخلط بالدعاء باش ربي يحفظلوا صغارو من شياطين الإنس وسماسرة المواخير. .انا نستحضر مقولة المنظّر البلغاري تيزفان تودوروف كيف قال “إن كل عمل أدبي او فني لن يكون له اي معنى إن لم يتح لنا فرصة أن نفهم الحياة بشكل أفضل.. ونحن اعمالنا سوداوية قاتمة ما عندهاش حتى رؤية كان تحويل المواخير الي يعرفوها إلى ركح لأحداث مسلسلاتهم. . ما عرضنيش واحد أجنبي او تونسي مقيم في الخارج زار تونس مؤخرا الا وحكالي على رداءة القيم السائدة عند الأجيال الجديدة “تقْحيف على سرقة على غش على طمع على قلة تربية ” قلت للاسف هذي بعض الشلايك التي تخرجت من معمل سامي الفهري…”. وقد لقيت الحلقة الثانية من الجزء الرابع لمسلسل “أولاد مفيدة” اِنتقاد واسعا من روّاد موقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت صورة فتاة وهي تشرب الخمر. موجات الانتقادات والغضب اِنطلقت معها حملة من أجل إيقاف بث هذا المسلسل أو مراقبة المشاهد التي تُعرض فيه، كما تساءل البعض عن امكانية تدخل “الهايكا” لأخذ قرارات في شأن ما تحتويه الحلقات من مضامين من شأنها أن تكون صادمة لبعض الفئات الاجتماعية ومن شأنها أن تؤثر بشكل سلبي على فئة الأطفال والمراهقين الشيء الذي حفّز الهيئة للتدخل.