تضاربت الأخبار في الآونة الأخيرة حول صحّة الرئيس وحقيقة تعرضّه لأزمة صحية، وذكرت شخصيات سياسية وإعلامية أن بن علي أوصى بدفنه في حال وفاته بالمملكة العربية السعودية وأنه لا يرغب في العودة إلى وطنه تونس، فيما نفى محامي بن علي ذلك مؤكدا أن كل ما قيل حول تدهور صحة بن علي مجرد إشاعات مغرضة. وكان رئيس حزب “مشروع تونس”، محسن مرزوق قال في تدوينة نشرها على صفحته بموقع “فايسبوك”، “إن الوضع الصحي لبن علي حرج وأنه طلب دفنه في السعودية”. وإثر تدوينة مرزوق، كتب الإعلامي سمير الوافي عن تفاصيل جديدة عن مرض بن علي من خلال التشديد على أنه يعاني من السرطان وأنه أصبح شبه عاجز. ولفت الوافي في تدوينته إلى أن “بن علي كتب منشوراً على “واتساب”، جاء فيه “أيها الوطن الناكر للجميل لن أسلمك عظامي”. لكن منير محامي الرئيس السابق بن علي منير، نفى ما يروج حول صحة بن علي عبر رسالة قال إنها “موجّهة من الرئيس السابق بن علي الى الرأي العام بتاريخ 15 ماي 2019 “. وفي ما يلي الرسالة المنسوبة إلى بن علي كاملة : لقد تواترت في المدة الأخيرة عديد التصريحات داخل تونس تداولت اسمي ووضعي الصحي وعددا من المسائل التي تهم شخصي كرئيس سابق للجمهورية التونسية. وإني إذ آليت على نفسي منذ دفعت لمغادرة بلدي أن أتمنى لتونس العزيزة وشعبها أمانا واستقرارا ونماء، متحفظا على كل ما من شأنه أن يزيد من اضطراب أوضاعها أو مصاعب احوالها بما يفرضه علي واجب الالتزام الوطني ومسؤولية رجل الدولة تجاه وطنه ، فاني أرفض رفضا تاما أن يتحول شخصي إلى موضوع للتوظيف والاستثمار السياسي. الحمد الله الذي منّ علينا بموفور صحة وسلامة و عافية أتمناها بل واكثر منها لكل التونسيات والتونسيين وانا أستغرب مما روجه البعض من أخبار تفيد غير ذلك خلفت الاستياء لدينا ولدى عائلتي. اني اتابع وضع بلادي مثل كل تونسي لا يملك إلا أن يتمنى الخير لبلده ولا أرى أنّ الوقت اليوم يسمح حتى يزايد التونسيون على بعضهم البعض بل عليهم الانكباب على حماية بلادهم وإنقاذها من الوضع الاقتصادي المتأزم، لقد أخذت فرصتي في تحمل مسؤوليتي الوطنية في قيادة تونس وسنكون في حضرة الله ثم التاريخ ليحكم بما لنا وبما علينا ، بما أنجزنا وبما لم ننجز ولكننا لم نزايد حين كنا في موقع المسؤولية على من سبقنا ولم نحاول ركوب صهوة الماضي لتبرير شرعية حاضرنا آنذاك. إني أدعو كل أفراد شعبي العزيز وأدعو ايضا من يتقلد مسؤولية الحكم اليوم بعدنا إلى التمسك بالأمل في مستقبل بلادهم وتجاوز هذه الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها الوطن وتأكدوا اني معكم قلبا وقالبا بكل ما أستطيع أن أفعله لفائدة تونس العزيزة التي خدمناها بصدق وإخلاص طيلة خمسين عاما ولم نساوم على استقلالها وسيادتها وحق شعبها في النمو والتقدم. أشكر كل التونسيات والتونسيين الذين تلقيت منهم آلاف رسائل الحب والتقدير متمنيا لشعبي العزيز التغلب على المصاعب ولتونس الاستقرار والتقدم والازدهار و تأكدوا إني عائد بحول الله.. و كل رمضان وأنتم بخير.” ولم يُدلِ زين العابدين بن علي بتصريحات منذ مغادرته تونس، ونقلت أطراف التقته في مقر إقامته بالسعودية أنه كتب مذكراته في كتاب كشف فيه عن خفايا أحداث يوم 14 جانفي وأسباب مغادرته البلاد. وسبق أن طرح الحديث عن مرض بن علي خلال فترة حكمه وتحدثت معلومات أنه كان يعاني من سرطان في البروستاتا وأنه يتلقى العلاج من فريق طبي خاص في ألمانيا.