أثارت الأعمال الدرامية لرمضان 2019، غضب واستنكار الأمنين الذين اعتبروا أن الأعمال الدرامية بصفة عامة، لم تقدّم رسالة إيجابية عن الأمنيين بل تدفع للتعاطف مع الباندي والخارج عن القانون. واعتبر الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للسجون والاصلاح سفيان مزغيش في مداخلة على راديو ماد أن مراكز الإصلاح في تونس مغايرة تماما للصورة التى تم تقديمها في مسلسل” المايسترو”. وأشار إلى أنه، وخلافا لما أظهره المسلسل، فإن الأعوان لا يستعملون الماتراك، فضلا عن أن المسلسل يتحدّث عن “سيلون” في الإصلاحية وهذا غير صحيح، حسب تصريحه. كما أكّد سفيان مزغيش أن التعامل مع الأطفال في الإصلاحيات في تونس لا يشبه ما تضمّنه المسلسل، بل إنّه يتم اصطحابهم أحيانا لمشاهدة مباريات كرة قدم في البطولة المحترفة. وبخصوص الأنشطة الفنية والثقافية أكّد مزغيش أن الموسيقي في السجون ليس بالأمر الجديد وقال “الموسيقي موجودة في الإصلاحية منذ التسعينات وهذا العام شاركت الإدارة العامة للسجون والإصلاح في أيام قرطاج المسرحية بمسرحية للأطفال الجانحين”. من جانبه، استنكر أيمن القاطري، رئيس منظّمة أمن شباب تونس، ما أسماها “مشاهد العنف ضدّ الأمنيين في المسلسلات التونسية”، معتبرًا أنها “منبوذة وتمس من تنشئة الأجيال القادمة التي ستكبر على هذه المشاهد بما سيؤدي إلى ممارسة العنف واقعًا على الأمنيين”، وفق قوله. وقد عبّر الأمنيون عن غضبهم من الصورة التي تمّ ترويجها للأمنيّ التونسي ب3 مسلسلات في موسم رمضاني واحد، حيث ظهر الأمني بسلسلة “الهربة” على قناة التاسعة في صورة الأحمق، أما قناة الحوار التونسي فقد اعتبرها البعض انّها تُروّج للعنف ضدّ الأمني من خلال قتله في مسلسل “أولاد مفيدة”، كما تمّ أيضا الاعتداء على عون أمن بمسلسل “المايسترو” على القناة الوطنية الأولى. هذه المشاهد اعتبرها البعض صادمة وتعمل على الترويج للعنف وخاصة ضدّ عون أعوان الأمن، فيما اعتبرها البعض الآخر محاكاة للواقع التونسي. وكتبت المدونة هاجر بوجمعة في هذا السياق “معناها انحطوا حد للابداع هذا الي اتحبوا اتوصلوه للناس. انقولو للمخرجين احترموا المقدسات، خاتر البوليس مقدس، تي كل شي مقدس كان المواطن في تونس.” وأمس السبت، عبرت عديد الجهات الأمنية عن استنكارها الشديد وغضبها من لافتة إعلانية كتبت عليها عبارة “بوليس مكتف” حيث تم اعتبارها مهينة للأمني في تونس مثلما أكّدت ذلك النقابة الأساسية بمنطقة الأمن الوطني بصفاقس.