ستجد كتلة الجبهة الشعبية بمجلس نواب الشعب نفسها قد انحلت بفعل استقالة 9 من نوابها إضافة إلى رئيس الكتلة احمد الصديق في ظلّ المخاض العسير التي تعيشه الجبهة والذي عصف بكتلتها ويبدو أنّه على وشك الإجهاز على تماسكها القانوني والتنظيمي. ويعود السبب الرئيسي للأزمة لاختيار مرشّح الجبهة الرسمي للانتخابات الرئاسية بعد أنّ اختار حزب “الوطد” منجي الرحوي مرشّحا له وللجبهة بينما تمسّكت باقي مكونات الجبهة الشعبية بدعم حمّة الهمامي من جديد للانتخابات الرئاسية. وينتمي إلى كتلة الجبهة بالبرلمان 15 نائبا وسيلقون أنفسهم خارج تنظيم الكتل بما أن العدد الأدنى لتشكيل كتلة في البرلمان هو 7 نواب بينما الكتلة بها سوى 6 نواب. وقدم النائب أحمد الصديق، اثر اجتماع لكتلة الجبهة الشعبية، استقالته من رئاسة الكتلة بسبب عدم ايجاد حل للأزمة “التي تعصف بالجبهة الشعبية عموما”، وفق ما أفاد به في تصريح ل”وات”. وأضاف الصديق قوله ان “واجب التحفظ يمنعه من الادلاء بالتفاصيل” خاصة وان استقالات زملائه لن يقع تفعيلها نهائيا إلا بعد خمسة أيام من تاريخ ايداعها مثل ما ينص عليه القانون. وأكد ضرورة بذل الجهود لرأب الصدع وتجاوز الأزمة، ”وهذا محمول على كل الاطراف لأن البلاد ما تزال في حاجة الى الجبهة الشعبية” على حد قوله. وقدّم أمس تسعة نواب من كتلة الجبهة الشعبية استقالاتهم لمكتب مجلس نواب الشعب من الكتلة باستثناء نواب حزب العمال والتيار الشعبي، لتفقِد بذلك الجبهة الشعبية كتلتها البرلمانية. وشملت الاستقالات كلا من النائب هيكل بلقاسم وعبد المومن بالعانس وشفيق العيادي ونزار عمامي وزياد لخضر ومنجي الرحوي وفتحي الشامخي وايمن العلوي ومراد حمايدي. وأرجع النائب زياد لخضر هذه الاستقالات “إلى جملة من الاسباب اهمها الازمة التي تعيشها الجبهة الشعبية منذ فترة”، ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل. وأكدت مصادر إعلامية أن الاستقالة تأتي بعد تعثّر النقاشات داخل الجبهة بخصوص التحضير للانتخابات التشريعية ومرشح الجبهة للانتخابات الرئاسية بعد اقتراح حزب الوطد الموحد ترشيح المنجي الرحوي وإعلان ترشيح حمة الهمامي للرئاسية رسميا من قبل بقية الاحزاب المكونة للجبهة. وكان حزب الطليعة العربي الديمقراطي قد عبّر يوم الأحد في بلاغ عن قلقه الشديد مما آلت إليه أوضاع الجبهة الشعبية مشددا على تمسكه بوحدتها والحفاظ على كتلتها النيابية وعدم إدخار الجهد لتذليل كل العقبات للدخول في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بجبهة موحدة. وقرّر الحزب إبقاء المكتب السياسي الذي اجتمع يوم الأحد في وضع انعقاد لمتابعة التطورات واتخاذ القرارت الملائمة بشأن هذه الأوضاع. ومن جانبه، قال عضو المجلس المركزي للجبهة الشعبية وأمين عام التيار الشعبي زهير حمدي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إن الإشكال المتعلق بالرئاسية والمتمثل في تمسك شق من مكونات الجبهة بترشيح حمة الهمامي للرئاسية واختيار شق آخر، وصفه بالأقلي، في ترشيح منجي الرحوي مازال قائما وأثر على العلاقة بين مكونات الجبهة. وأشار حمدي إلى أن استمرار هذا الإشكال وغياب التوافق بين مكونات الجبهة سيؤثر على كافة المسارات الانتخابية المقبلة والأنشطة السياسية بما فيها المتعلقة بالانتخابات التشريعية.