احتفلت تونس اليوم 12 جوان مع منظمة العمل الدولية، باليوم العالمي ضد تشغيل الاطفال من خلال تنظيم تظاهرات للتوعية والتفكير في تطوير الوسائل الكفيلة بالحد من عمل الأطفال حيث نظمت وزارة الشؤون الاجتماعية اليوم الاربعاء تظاهرة تحسيسية تمثلت في خيمة فنية تثقيفية بشارع بورقيبة بالعاصمة، احتضنت عروضا قدمها أطفال ومربون من خلال الاناشيد والصور والرسوم والوثائق التي تبرز ضرورة حماية الطفولة واحترام حقوقها ومقاومة تشغيل الاطفال. وتدفع الظروف الاقتصادية الصعبة الكثير من العائلات لتشجيع أطفالهم على الالتحاق بسوق الشغل قصد دعم مداخيلها ولكن المكان الطبيعي للطفل هو المدرسة والبيت وفضاءات التنشئة والترفيه مثل النوادي الرياضية والتثقيفية ومؤسسات التكوين المهني التي تعده لدخول معترك الحياة بعيدا عن الاعمال المرهقة والاستغلال الاقتصادي. وتسعى المنظمات الدولية الحقوقية والانسانية الى مكافحة تشغيل الاطفال دون سن الثامنة عشرة لأنها ممارسة تنتقص من طفولتهم وحقهم في الرعاية والتعلم وتعرضهم الى المخاطر الصحية، في ظل انتشار هذه الظاهرة في العالم وخاصة في الدول النامية التي تواجه الفقر والتخلف الاقتصادي والاجتماعي. ولمراعاة الفوارق بين الدول في مستوى العيش فقد حددت الاتفاقية الدولية عدد 138 لمنظمة العمل الدولية السن الدنيا لتشغيل الاطفال في 15 سنة وشجعت على ذهاب الاطفال الى المدارس الى حدود هذه السن على الاقل وحددت 18 سنة كحد أدنى لممارسة الشغل المصنف خطر اي الذي يمكن ان يعرض الطفل الى الاضرار الصحية والبدنية والنفسية. من جانبه، قال توفيق الزرلي رئيس ديوان وزير التشغيل إنّ هنالك 7.9 بالمائة من الأطفال يشتغلون وذلك في مخالفة واضحة للقوانين المحلية والعالمية التي تمنع تشغيل الأطفال مقللا في الآن ذاته من شأن هذه النسبة مقارنة بالنسب العالمية والتي تتجاوز 13 في المائة. واكّد الزرلي أنّ النسبة في تونس ليست كبيرة نظرا لكونها ظاهرة عالمية وكذلك في بعض المناطق الأطفال يعملون في الصيف والعطل موضحا ان الهدف يبقى هو عدم وجود أي طفل يعمل وذلك من خلال مواصلة العمل وتحسيس الأولياء والمؤجرين والمواطنين والمجتمع المدني. وأضاف الزرلي في تصريح لموقع الشاهد على هامش تظاهرة نظمتها الوزارة بالتعاون من منظمة العمل الدولية مكتب تونس بمناسبة اليوم العالمي لمقاومة تشغيل الأطفال أن القوانين كلها تجرّم تشغيل الأطفال وتتخذ إجراءات تأديبية زجرية في حق المخالفين. وأفاد الزرلي أنّ هنالك أماكن لا يمكن مراقبتها ولا يمكن لمتفقدي الشغل ادراكها في ظلّ وجود وضعيات اجتماعية صعبة حيث يشجّع الآباء ابناءهم على العمل. ودعا الزرلي كل الأطراف المتداخلة لتحمل المسؤولية لأن المكان الحقيقي للطفل هي المدرسة والنوادي الثقافية ونوادي الألعاب والنوادي الرياضية موضحا أن الطفل إذا أراد العمل يجب أنّ يمرّ بالتكوين المهني ليكون جاهزا لدخول معترك الحياة المهنية.