أعرب وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر عن “قلقهم وانشغالهم من الوضع الحالي بليبيا” وناقشوا الجهود المشتركة في إطار المبادرة الثلاثية، مؤكّدين “التزامهم بالعمل سويا من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية وإقناعها بالوقف الفوري غير المشروط لإطلاق النار”. وجدّد الوزراء في بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية ليلة أمس الأربعاء 12 جوان 2019 “رفضهم التام لأي تدخّل خارجي في الشؤون الداخلية لليبيا ودوره في مزيد تأزيم الاوضاع في هذا البلد”، مدينين “استمرار تدفّق السّلاح إلى ليبيا من قبل أطراف إقليمية وغيرها في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة مما يشكّل عامل تأجيج للصراع وتعميق معاناة الشعب الليبي”، مطالبين إياه بتحمّل مسؤولياته تجاه الانتهاكات الموثقة لقرارات حظر تصدير السلاح إلى ليبيا. واتّفقوا على “القيام بمساعٍ مشتركة لدى الأطراف الليبية وأمين عام الأمم المتّحدة ومجلس الأمن لاتّخاذ التدابير اللازمة للوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار والمساعدة على استئناف المسار السياسي” وأكّدوا أنّه “لا حلّ عسكري للأزمة الليبية”، مشدّدين على أهمية الحفاظ على المسار السياسي ودعمه كسبيل واحد لحلّ الأزمة الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة”، مفيدا بأن الحاضرين أبرزوا أهمية مواصلة التنسيق والتعاون بين الدول الثلاث في إطار مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ودعم كافة الجهود الوطنية الليبية لمكافحة هذه الآفة. بيان الدول الثلاث جاء واضحا وداعيا إلى وقف إطلاق النار رغم التباين في المواقف الحقيقية بين هذه الأطراف فلا يمكن أن تكون دولة مثل مصر قد كّدت علنا دعمها لخليفة حفتر وحملته على طرابلس وربما شاركت فيها بأي شكل من الأشكال ثم يأتي وزير الخارجية المصري ويدعو إلى وقف إطلاق النار. وقال وزير خارجية مصر سام شكري يوم 22 ماي الفارط إنه توجد مساع للتوصل إلى اتفاق سياسي في ليبيا، وأن مصر تدعم خليفة حفتر وما أسماه ب”جيشه الوطني”. وفي 29 أفريل الفارط، نقلت قناة الجزيرة عن مصادر محلية من مدينة مرسى مطروح المصرية تأكيدها دخول دعم مصري مسلّح عبر بوابة المدينة الحدودية مع ليبيا ، متجه إلى قوات خليفة حفتر وقادم من معسكرات للجيش المصري غربي مصر. وقالت المصادر إن هذا الدعم تمثل في مستوعبات حديدية تحتوي أسلحة وكميات من الذخائر ومعها عربات مدرعة، مشيرة إلى أن السلطات المصرية أغلقت الحدود المشتركة بشكل مفاجئ أمام المواطنين من البلدين لساعات حتى انتهاء عبور هذه الشحنات العسكرية إلى ليبيا. وأوضحت المصادر أن المعسكرات التي جلبت منها هذه الشحنات المسلحة، يقع في محيطها مطار عسكري كانت قد أقلعت منه في وقت سابق طائرات حربية إماراتية لتنفيذ ضربات جوية في مدينتي بنغازي ودرنة في الأعوام السابقة. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل حفتر في ماي الفارط واكّد دعمه لجهوده ” مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا”، على حدّ تعبيره.