لا تزال الأزمة تعصف بالجبهة الشعبية الذي غادرها حزبا الوطد ورابطة العمال اليساري، ليتواصل الجدل داخلها خاصة بعد الانتقادات الشديدة التي تم توجيهها من قبل بعض الأحزاب الأخرى للناطق الرسمي للجبهة حمّة الهمامي. حزبان آخران في طريقهما إلى المغادرة وهما القطب الحداثي وحزب الطليعة العربي الديمقراطي لتبقى مكوّنات قليلة في الجبهة يتقدّمهم حزبا العمال والتيار الشعبي اللذين تمسّكا بالبقاء. وقرر حزب القطب رسميا أمس، عدم خوض الانتخابات التشريعية القادمة تحت راية الجبهة الشعبية، بالأغلبية الساحقة لأعضاء مجلسه المركزي، انطلاقا من قناعته أن دخول الجبهة الانتخابات في وضعها الحالي، “سيؤدي حتما إلى تراجع حاد لقواعدها الانتخابية في الاستحقاقات التشريعية والرئاسية”، وفق تقديره. وأكد الحزب في بيان له أمس الإثنين، أن البت في مشاركته في الانتخابات من عدمه يعود إلى مجلسه المركزي، مشددا على أنه سيمضي قدما نحو بناء بديل يساري تقدمي اجتماعي ديمقراطي، قادر على تحمل مسؤولية الحكم ويطرح نفسه بديلا جديا للسلطة، في تحالف مع القوى الديمقراطية التقدمية والمدنية. وذكر بأنه “لم يدخر أي جهد لتقريب جهات النظر بين مكونات الجبهة الشعبية وتوحيد صفوفها بكل فصائلها ومحاولة إنقاذها الى آخر لحظة”، مبينا أنه اتخذ قراره بعد إخفاق كل مساعي الحزب لتجاوز الأزمة التي تعيشها الجبهة. كما أعلن عن قبول استقالة عدد من أعضاء مجلسه المركزي، معربا عن احترازه على طريقة الاستقالة التي اعتبر أنها “لم تحترم أخلاقيات الحياة الحزبية ونواميسها”، حسب نص البيان. يذكر أن 9 أعضاء بالمجلس المركزي لحزب القطب أعلنوا يوم 10 جويلية الجاري استقالتهم من الحزب، بسبب ما آلت إليه الأوضاع داخله، وكذلك نتيجة القرار القاضي بالمشاركة في الانتخابات بقائمات منفردة، مؤكدين تمسّكهم بالجبهة الشعبيّة. من جانبه، قال القيادي في حزب الطليعة أحمد الصديق، إن الحزب لن يشارك في الانتخابات القادمة تحت راية الجبهة الشعبية. وأكد الصديق في تصريح لبرنامج حواري على قناة الحوار التونسي أن هناك مشاورات جدية لتشكيل ائتلاف انتخابي جديد سيتم الإعلان عنه في القريب العاجل.