أفصح جل المترشحين للانتخابات الرئاسية عن برامجهم الانتخابية وأهم النقاط التي سيعملون عليها في حال توليهم المنصب. وعلى الرغم من أن تونس تعيش وضعا صعبا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فإن البرامج الانتخابية للمرشحين كانت بمثابة توعدات، أي أن الكل يتوعّد الآخر بإقصائه في حال فوزه في الانتخابات. وأكد المختص في علم الاجتماع سامي نصر أن تونس في حاجة إلى انتخابات عقلانية لا انتخابات انتقامية، مبينا أن مأساة تونس تكمن في الانتخابات الانتقامية التي تم فيها الاعتماد على سياسة الشيطنة والشيطنة المضادة. واعتبر نصر أن الانتخابات الانتقامية جنينا ثمارها طيلة السنوات السابقة قائلا : “هل حان الوقت للتحرر من الانتخابات الانتقامية لصالح الانتخابات العقلانية وهل استوعبنا الدرس أم سنعيد نفس السيناريو ونفس الكوارث؟”. وقد أفصح عبد الكريم الزبيدي أنه من بين النقاط اتي سيعمل عليها هي التطبيق الصارم للقانون “في ملفات الاغتيالات والتسفير والجهاز السري”، كما أكد محسن مرزوق أنه سيعمل على كشف كل تفاصيل الملف السري والاغتيالات والتسفير الى جانب مواجهة كل المتورطين في قضايا فساد وتحميلهم المسؤولية القانونية. كما اعلنت عبير موسي أنها لن تتحالف مع الإسلام السياسي مهما حصل وأنها ستحاسب كل شخص متعاطف مع الاخوان وستحل النهضة وسترفض بقائها كحزب سياسي. من جانبه قال سمير الشفي إنه “في حالة فوز أحد المترشّحين للرئاسيّة من اليمين التونسي ويكون حاملا للفكر اليميني فإنّه لا يمكنه أن يكون منحازا للعدل الاجتماعي، وهذه رؤية الاتحاد”. وبين حملات الشيطنة والشيطنة المضادة أعرب ملاحظون عن تخوفهم على المسار الديمقراطي الذي رسمته البلاد، معتبرين أن بعض التصريحات الإقصائية ترقى إلى مرتبة التحريض وتنذر بصراعات أهلية. لكن تجدر الإشارة إلى أن بعض المرشحين للرئاسية نأوا بأنفسهم عن حملات الشيطنة المذكورة، على غرار نبيل القروي ويوسف الشاهد اللذان أعربا عن استعدادهما للتحالف مع الأحزاب الأخرى، حسب نتائج الصندوق، خدمة لمصلحة الوطن.