يترقّب التونسيون النتائج الاوّلية للانتخابات الرئاسية السابقة لآوانها والتي أجريت أمس، ومن المنتظر أن تعلن اليوم الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات عن هذه النتائج وسط حديث عن مرور المرشّحين قيس سعيد ونبيل القروي للدور الثاني رغم أن حملة عبد الفتاح مورو أكّدت ان نتائج سبر الآراء غير دقيقة وأنّ مرشّحها هو الثاني في الترتيب. واعترفت حملة يوسف الشاهد بالهزيمة حيث أكّد بنفسه أنه يحترم نتائج الانتخابات رغم الإقبال الضعيف عن التصويت فيما قال مدير حملة الزبيدي، فوزي عبد الرحمان إنّ النتائج الاوّلية تظهر عدم مرور الزبيدي للدور الثاني وأنّ عدم توحيد العائلة التقدّمية الحداثية تسبب في تشتّت الأصوات. وتعتبر سابقة في تاريخ الدول العربية أن يفشل 3 شخصيات من داخل الحكم في المرور للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية بعد فشل الشاهد والزبيدي مع إمكانية واردة جدا بغياب مورو عن الدور الثانّي. انتصر تونس وانتصرت الديمقراطية في تونس الثورة بعد سنوات من التشكيك وأعطى التونسيون الفرصة لمرشّحين جدد خطابهم مخالف للسائد وحتى تواصلهم مختلف تماما في صورة تذكّر البعض بما يحدث في أوروبا مع صعود زعماء لا تعرفهم المجتمعات من القبل وهم من خارج النظام التقليدي مثلما حصل في أوكرانيا وفرنسا وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسقطت مع انتخابات البارحة الكثير من القوالب الجاهزة المتعلّقة بدور الإعلام في توجيه الرأي العام رغم تأثيره في بلوغ القروي للدور الثاني وكذلك سقطت مسألة “الماكينات” الحزبية وخاصة دور المال في ظلّ وصول قيس سعيد الذي لم يمتلك من المقوّمات التقليدية للفوز الكثير. قيس سعيد أتى بخطاب جديد يعتمد فيه عن العربية الفصحى وبوسائل بسيطة جدا في حملته الانتخابية لم ترتق حتى إلى التقليدية من خلال حملة انتخابية اعتمدت على الخطاب المباشر والتواصل مباشرة مع الناس في الأسواق والمقاهي وبرنامج ليس فيه كثير من الوعود ولم يحضر كثيرا في البرامج التلفزية.