لا شكّ أن النتائج التي أحرزتها الجبهة الشعبية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كانت مخيبة للآمال، إذ حظي ممثلا الجبهة في هذا السباق حمة الهمامي ومنجي الرحوي بهزيمة نكراء توجّت بأصفار بفوراق في الفواصل، إذ تحصل حمة الهمامي على نسبة 0.69 بالمائة فيما تحصّل المنجي الرحوي على نسبة 0.81 بالمائة. وبدل أن تعتبر الجبهة الشعبية بجميع مكوناتها بهذه الهزيمة، وتحاول تجديد رؤيتها ومقارباتها والقيام بالمراجعات والتقييمات المطلوبة، تواصل سياسة الهروب للأمام وكيل الاتهامات لغيرها، وفسّرت نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالقصور في وعي الناخب، الذي لا يزال هشا، وفق تعبير الناطق الرسمي باسم ائتلاف الجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي. ووصف الجيلاني الهمامي في تصريح ل”الصباح النبوز” النتائج بالمخيبة للآمال وعلق بالقول: “للأسف فإن الشعب التونسي وبقدر ما عاقب منظومة الحكم السابق وأزاحها، فإن هناك مؤشر على إمكانية إزاحتها من الحكم أيضا وخاصة بالبرلمان فإنه لم يستبدل منظومة الحكم العاجزة والفاشلة بأخرى تقدمية وديمقراطية وانجّر وراء مغالطات ودعايات تحت تأثير جملة من العوامل ووراء برامج غامضة ومشبوهة والتي ستلتف على مكاسب الشعب التونسي والثورة وهذا إن دل على شيء فانه يدل على ان درجة الوعي مازالت هشة لدى الشعب التونسي ” . وتابع بأنهم على يقين بأن نجاح أحد مرشحي الرئاسية للدور الثاني من الرئاسية قيس سعيد أو نبيل القروي هو في حقيقة الأمر نجاح ظرفي وسيكشف بسرعة عن ضعفه وسيكتشف الشعب التونسي أنه ذهب في الاتجاه الخاطئ وأن القضايا الكبرى والخلافات التي تتعلق بالحريات والتنمية والفساد والعلاقة بالخارج ستكون مهددة. وحول ما إذا كان الخلاف بين منجي الرحوي وحمه الهمامي والذي فكك الجبهة الشعبية ساهم في عزوف الناخبين، قال الجيلاني الهمامي إن الإشكال الأخير ليس له دخل بدليل أن نفس نسبة منجي الرحوي تحصل عليها حمه الهمامي وليس للمشكل أي تأثير لأن الناخبين الذين صوتوا لقيس سعيد أو نبيل القروي ليسوا من أأوساط وجمهور الجبهة الشعبية . وتابع “نحن على ثقة بأن هذه الانتخابات جاءت في ظروف أزمة ولكنها لم تحل الأزمة بل فتحت على طور جديد من الأزمة وستخلق عدة تفاعلات”. وكانت الجبهة الشعبية قد تفجرت بعد صراع بين حمة الهمامي ومنجي الرحوي حول مسألة مرشح الجبهة للانتخابات الرئاسية. وحلّ حمة الهمامي في رئاسيات 2014 بالمركز الثالث وحصل على أقل من 8% من الأصوات.