فور إعلان نتيجة الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، إنطلقت القوى السياسية وخصوصا العائلة الوسطية الديمقراطية في إعادة ترتيب صفوفها بحثًَا عن تشكيلة جديدة تحول دون الهزيمة التي مُنيت بها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. أولى المبادرات اطلقها رئيس الحكومة يوسف الشاهد،الذي دعا وزير الدفاع والمرشح الرئاسي عبدالكريم الزبيدي،إلى “الجلوس على طاولة الحوار، وتوحيد جهود العائلة الوسطية بهدف إنقاذ البلاد”، بعد أسابيع من القطيعة وتبادل التهم بينهما. إلاّ أن بعض المصادر الاعلامية أفادت بأنّ الزبيدي رفض الدعوة، بتعلة أن “محاولة الشاهد لا تعبّر عن رغبة حقيقية في إنقاذ العائلة الوسطية، بقدر ما هي محاولة لإنقاذ صورته التي تدهورت بعد مغامرة الانتخابات الرئاسية وهزيمته فيها”. وأكد موقع “إرم نيوز” الاماراتي نقلا عن مصدر وصفه “بالمقرب” أن المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي رفض دعوة رئيس الحكومة يوسف الشاهد للانخراط في مبادرة لتوحيد القوى الوسطية بعد خيبة أمل في الانتخابات الرئاسية. بدوره أكد فوزي عبد الرحمن المدير السابق لحملة الزبيدي، أن”الشاهد بدعوته الزبيدي إلى طاولة نقاش وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد، لم يفهم شيئًا مما حصل ولم يفهم نتائج الانتخابات”. يذكر أن المترشح للانتخابات التشريعية عن “ائتلاف الوطن الجديد “منذر بلحاج علي” أكد، أن “وفدا مساندا للمترشح السابق للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي كان قد دخل في مفاوضات في الليلة الفاصلة بين 14 و15 سبتمبر 2019 وتحديدا على الساعة الواحدة بعد منتصف الليل مع وفد من حزب حركة "تحيا تونس" لسحب ترشح مرشحها يوسف الشاهد لصالح الزبيدي”. وأكد بلحاج علي لدى حضوره البارحة الاحد 22 سبتمبر 2019، ببرنامج “مع سماح مفتاح” على قناة “حنبعل”، أن حركة “تحيا تونس” قبلت مبدأ انسحاب مرشحها من السباق الرئاسي لفائدة الزبيدي وأنها تراجعت في ما بعد عن موقفها، حيث اشترطت انسحاب الشاهد لصالح الزبيدي شريطة أن ينخرط هذا الأخير في الحركة، إلاّ ان الزبيدي رفض ذلك لأنه لم يكن بالامكان تنفيذ الشرط المذكور خاصة أن الزبيدي مستقل وأنّه لا يمكن الخروج لمسانديه ليلة الانتخابات للاعلان عن انخراطه في “تحيا تونس”.