لم تمر استقالة النائب عن كتلة الائتلاف الوطني الصحبي بن فرج من حزبه تحيا تونس مرور الكرام، خاصة وأن النائب المذكور قد عرف بدفاعه الشرس عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد وخياراته كما كان من أبرز المؤسسين لحزب تحيا تونس وكتلته بالبرلمان. ويبدو أن استبعاد بن فرج من التركيبة القانونية للحزب ثم من اللجان والهياكل العليا، ومن رئاسة إحدى القوائم المترشحة للانتخابات التشريعية، كان له مفعول سلبيّ على النائب الذي خرج من هذه التجربة السياسية خالي الوفاض، الأمر الذي جعله يتوجه إلى عبد الكريم الزبيدي أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية وأحد أبرز منافسي الشاهد. ويرى متابعون أن انتقال بن فرج من حزب الشاهد إلى الحزب الزبيدي قد يُعطي انطباعا سيئا عن صورة الرجل الذي استمات في الدفاع عن خيارات الشاهد ومهاجمة خصومه، بكيفية جعلته يوصف بأبرز جنود الشاهد في النقاشات البرلمانية وفي الساحة السياسية. وردّ بن فرج على ذلك، بالتأكيد أنه لا فرق بين النداء ومشروع تونس وتحيا تونس، فجميع هذه الأحزاب تنتمي إلى نفس العائلة الفكرية، والانتماء السياسي لا يعني الانتماء العقائدي أو الديني أو الإيديولوجي. وأضاف بن فرج معلقا في صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” “نحن نتحدث عن ديموقراطية ناشئة وأحزاب غير متشكلة وغير مستقرة، وحكومات متقلبة”. وتابع “أفضّل الضرر من التنقل، على تحمل البقاء في حزب لم أعد مقتنع به وبقيادته وبرؤيته ومنهجيته” وظهر بن فرج، الأسبوع الماضي، في حفل تدشين مقرّ الحملة الانتخابية للمرشح عبد الكريم الزبيدي، مؤكدا دعمه ومساندته للمترشح المذكور. ورفض الصحبي بن فرج الكشف عن معطيات تخص علاقته بحركة تحيا تونس بعد إعلانه دعم الزبيدي، قائلا: “لا أريد التعليق عن انسحابي من تحيا تونس. وعلاقتي بهذا الحزب ملف آخر”. وحول أسباب دعمه عبد الكريم الزبيدي عوض مرشح حركة تحيا تونس للانتخابات الرئاسية يوسف الشاهد، اكتفى الصحبي بن فرج بالقول: “سأكشف كل شيء في الوقت المناسب”.