خرجت في الآونة الأخيرة دعواتٌ إلى إطلاق سراح نبيل القروي، بحجّة عدم تكافؤ الفرص وإمكانية طعن الأخير في النتائج في صورة فوز المترشح المستقل قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. وفي المقابل يرى آخرون أن المستفيد الحقيقي من عدم تكافؤ الفرص هو في الواقع نبيل القروي، بامتلاكه لقناة تلفزية دعائية، تتحدث ليلَ نهارَ عن مرشحها القروي، وهو الامتياز الذي لم يتوفر لدى قيس سعيد الذي لا يمتلك قناة للدعاية مثل منافسه القروي. قيس سعيد تحدّث بدوره عن هذه النقطة، مشيرا إلى أنه أكبر الخاسرين من بقاء منافسه نبيل القروي في السجن، مؤكدا أن القانون هو الفيصل في هذه القضية. وقال سعيد في حوار إعلامي “أتمنى القروي طليقاً… الوضع غير مريح بالنسبة إليّ، ولكن الكلمة الفصل للقضاء ولا يمكنني التدخل في قرار دائرة الاتهام”. لكن سعيد رفض القول إن الفرص غير متكافئة مع منافسه، وقال “أنا على عكس الآخرين ليس لدي قنوات تلفزيونية ولا وسائل إعلام”، في إشارة واضحة لمنافسه القروي الذي يملك قناة تلفزيونية خصصت السنوات الثلاث الماضية للترويج لأنشطته الخيرية. من جانبه استغرب الباحث سامي براهم، ما يقوله مناصري نبيل القروي ، الذين يتحدثون عن عدم توفر الحظوظ ذاتها بين منافسهم وبين قيس سعيد، باعتبار أن القروي في السجن ولا يتمتع بامتياز الظهور الإعلامي. وتساءل براهم في تدوينة نشرها على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك، قائلا: “من المستفيد من عدم التّكافؤ؟ أليس من له قناة تشتغل للدعاية له منذ سنوات ليلَ نهارَ، صباحا ومساءً ويوم الأحد؟ أليس من وظّف العمل الخيري ولا يزال لصالح الدّعاية والاستقطاب؟ من المخالف للقانون وسط صمت هيأتي الانتخابات والإعلام؟ لو حكّمنا مبدأ عدم التّكافؤ لحسم الموقف منذ زمن..” والقروي شخصية معروفة لكنها مثيرة للجدل، وأودع السجن قبل أسابيع من الانتخابات بشبهة التهرب الضريبي وغسل الأموال في قضية أقامتها منظمة مستقلة للشفافية قبل ثلاث سنوات، وهو مالك قناة نسمة ومؤسس جمعية خيرية تركز على استقطاب الفقراء.