من إطلاق مبادرة لتنظيف شوارع الجمهورية، إلى جمع التبرعات لبناء مستشفيات، إلى توفير معدّات تنظيف بأسعار منخفضة ومجانيّة وغيرها من المبادرات التي أطلقها شباب تونس في كلّ مناطق الجمهورية تحت عنوان “احنا المكينة”، مبادرات وصفها البعض” بالزلزال الذي ضرب العقلية التونسية” والذي سيساهم في البناء الجديد، الذي تحدث عنه قيس سعيد الرئيس الجديد الجمهورية التونسية. الصّحوة الشبابية التي بدت مُفاجأة لدى البعض، انطلقت بعد فوز أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد برئاسة الجمهورية، ليطلق نشطاء على إثر ذلك حملات تطوعية وأنشطة خيرية، من ذلك تزيين الشوارع وتنظيفها، والمساهمة في ترميم المستشفيات والمدارس، والتواصل مع وزارة النقل لإعادة تزيين واجهات النقل العمومي، وتنظيم يوم للمطالعة، والعناية بالحيوانات وغيرها من عشرات المبادرات التي اطلقت في الأيام القليلة الأخيرة وتحمس لها مئات من الشباب التونسي. وأنشأ الشباب المتطوّع حسابا خاصّا يحمل اسم “نحبّوا بلادنا نظيفة : نحبّوا نعيشوا بلڨدا”، تضمّن تدوينات تحّث المواطنين على الخروج إلى الشوارع والمساهمة في نظافة محيط منازلهم وأحيائهم وشوارع مدنهم وتزيين جدران الأماكن العامة ووضع حاويات فضلات . وترتبط هذه المبادرات ارتباطا وثيقا بالنتائج السياسية التي خلفتها الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث يربط كثيرون صعود قيس سعيد بارتفاع الحس الشبابي الوطني، حيث أن نسبة الشباب الجامعيين الذين صوتوا للمرشح قيس سعيّد بلغت قرابة 50% مقابل 8% فقط للمرشح نبيل القروي. وقد لقب سعيّد ب”مرشح الشباب”، خاصة وأن الكثرين منهم تطّوعوا لحملات انتخابية مجانية لصالحه بعد أن رفض التمويل العمومي لحملته، وسعى هؤلاء الشباب بإمكانيات محدودة إلى فرض أصواتهم ساعيين لخلق ديناميكية سياسية جديدة، ويسعون اليوم إلى خلق وعي اجتماعي جديد.