وات - متابعة - صفاقس: شباب الجهة ينخرط في حملة نظافة واسعة على غرار كافة ولايات الجمهورية "مثلما ساهمنا في جلاء الاوساخ عن الطبقة السياسية وانتخاب النظيف لكي يحكمنا.. نريد تنظيف شوارعنا" و"هكذا نريد بلادنا نظيفة تماما مثل السياسيين حتى نستعيد ثقتنا فيها ويستطاب فيها العيش"... بهذه العبارات التي تحمل بين طياتها صراع التموقع بين "النظيف والوسخ" والمشحونة بالعزيمة والارادة، برر عدد من شباب صفاقس في تصريحات متطابقة لصحفية (وات) بالجهة، اليوم الثلاثاء، انخراطهم اللامشروط في حملة نظافة واسعة النطاق، كان أطلقها شباب شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" تحت شعار "هيا نرجعوا بلادنا نظيفة". وقد أشار صاحب المبادرة والناشط المدني، محمد الخليفي، "ان اختيار يوم 15 اكتوبر الذي يصادف ذكرى العيد الوطني للجلاء، للقيام بحملة النظافة هذه في مختلف ربوع الجمهورية من قبل الشباب اليافعين، "ليس اختيارا اعتابطيا وانما رسالة بليغة من قبل الشباب للاحتفاء بحالة الديمقراطية التي اصبحت تعيشها تونس ومساهتمه الفعالة في جلاء الاوساخ عن الطبقة السياسية عبر الصندوق في الانتخابات الاخيرة وانتخاب الانظف والافضل لتسيير شؤون البلاد"، وفق تعبيره. وبدوره، قال الناشط المدني وصاحب حملة "سيب التريتوار"، زياد الملولولي، "ان شباب تونس في كامل ربوع الجمهورية الذي هب لهذه البادرة الرمزية كلمة عبوره للانخراط فيها كانت واحدة هي "النظافة" حيث اراد شباب تونس في كافة ولايات الجمهورية من خلال انخراطه في حملة النظافة الرمزية هذه مباشرة بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية التعبير عن اعتزازه بمساهمته في تنظيف الطبقة السياسية من خلال اختياره الافضل عبر الصندوق واستعادته الثقة في السياسيين وفي وطنه وتجنده لتنظيف شوارعه وترابه من كل الاوساخ" مثمنا "مدى وعي شباب تونس بالجدلية القائمة بين النظيف والوسخ في الحياة العامة"، بحسب رأيه. يذكر أن حملة النظافة التي هب اليها عدد هام من شباب صفاقس على غرار كافة انحاء الجمهورية، ستتواصل في كافة ارجاء مدينة صفاقس لتشمل المدينة العتيقة والمستشفيين الجامعيين الهادي شاكر والحبيب بورقيبة واسواق الجملة وغيرها. جزيرة جربة تتفاعل على غرار عديد المدن مع الحملة الوطنية ''نظّف بلادك'' زوّقوا الحيطان ونظّفوا الشوارع ودهنوا حواشي الارصفة واقتلعوا الاعشاب الطفيلية وكنسوا وجمعوا الفضلات، مشاهد رسمها متطوعون من شباب وأطفال وكهول مدينة جربة أجيم، ساندتهم في ذلك بلدية المكان، فتزينت مدينتهم التي لبست حلّة جديدة بعد ان "نفضوا عنها الغبار"، حسب تعبير ريم، احدى المتطوعات. أنهَوْا عملهم التطّوعي، الذّي أنجزوه بكل اعتزاز وبهجة وحماسة والذي اعتبروه فرصة لاثبات الوجود وللفعل والتغيير، على حد رأيهم، ثم امتلأ الفضاء موسيقى واغاني شبابية رقصوا على انغامها، منتظرين موعدا آخر للعمل الجماعي التطوعي في تكريس لروح المواطنة. هذا وتواتر، اليوم الثلاثاء، هذا المشهد في أكثر من منطقة بمدينة مدنين وبجزيرة جربة، في إطار التفاعل الايجابي مع الحملة الوطنية "نظّف بلادك"، التي تمت الدعوة اليها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، والتي لقيت صدى إيجابيا وترحيبا من الكثير من المواقع والصفحات التي غذّت الحملة، فحققت نجاحها في عدة مدن. شباب بادر ونفّذ وبلديات ساندت ووضعت إمكانياتها على ذمة المتطوعين، فكان العمل تشاركيا مثمرا، استحسنه الجميع وأضفى جمالية على كل الشوارع والساحات التي تم التدخل بها وخلق مشاهد جديدة من شأنها ان تعطي نفسا ونفسية مغايرة للمواطن، الذي سيسعى من جهته الى المحافظة على ما تم إنجازه ويصبح مسؤولا لضمان ديمومة مثل تلك المشاهد والنتائج التي تحققت بمدينته، وذلك وفق ما أكده عدد من المواطنين ممن تفاعلوا مع الحملة، في تصريحات متطابقة لمراسل (وات) بالجهة. وفي بلدية جربة ميدون والتي وضعت الحملة اليوم تحت شعار "ميدون جديدة"، تقرر مواصلة هذه الحملة برعاية بلدية المكان ووضع الامكانيات لتحقيق النتائج المرجوة منها بمختلف أرجاء المنطقة. توزر: حملة نظافة تطوعية بدعم من بلدية توزر والادارة الجهوية للبيئة انطلقت، اليوم الثلاثاء، بمدينة توزر حملة نظافة تطوعية بمبادرة من أحد شبان الجهة، تلقى خلالها دعما من قبل بلدية المكان التي وفرت المعدات والآليات لرفع الفضلات، بالتعاون مع الإدارة الجهوية للبيئة. وقد دعا الشاب صاحب المبادرة، منظمات المجتمع المدني والشباب التلمذي والطالبي للانخراط في هذه الحملة، التي شملت عددا هاما من الشوارع الرئيسية والساحات العامة للمدينة، وانضم إليها عدد كبير من المواطنين وعدد من النسيج الجمعياتي. وانطلقت الحملة، وفق ما أفاد به صحفية (وات) بالجهة، الشاب عمر التليلي، أحد أعضاء الفريق المتطوع، من شارع فرحات حشاد على مستوى ساحة محطة النقل البري لتجوب كامل منطقة باب الهواء وشارع الحبيب بورقيبة وصولا الى ساحة الاستقلال قبالة مقر الولاية، موضحا أنه من المنتظر أن تتواصل هذه الحملة دوريا بمشاركة عدد كبير من المتطوعين لتنظيف جملة من الشوارع الرئيسية والفرعية وكذلك بعض الانهج. وأضاف ذات المتحدث قوله "إن المبادرة أرادوها رسالة الى كافة الجهات بضرورة أن يكون التنظيف جهدا مشتركا ومتواصلا من جميع الأطراف من نسيج جمعياتي ومواطنين وإدارات جهوية، بغاية خلق درجة وعي لدى المواطنين وأصحاب المحلات التجارية وسكان الاحياء، حتى تكون النظافة حالة عامة تعم كامل مدينة توزر مع إمكانية انتقالها إلى مدن مجاورة"، بحسب تعبيره.