يتابع الإعلام الإماراتي عن كثب مجريات الأمور في تونس، فلا تفوت مواقعه، القريبة من دوائر القرار، فرصة إلا وعلقت على أخبار تونس بما يتناسب مع مواقف حكام الإمارات الذين ينظرون للربيع التونسي ولتجربة الثورة العربية بتوجس وخوف، مستغلين اذرعهم الإعلامية لضرب رموز الثورة. وفي هذا السياق، رحّب الإعلام الإماراتي باستقالة الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي من الحياة السياسية في تونس، خاصة وأن الرئيس الأسبق كانت له مواقف تحذيرية من الإمارات وأجنداتها السياسية وتدخلاتها لإفشال تجربة الربيع العربي في تونس. وتحت عنوان: “المرزوقي صنيعة الإخوان يعتزل السياسية بعد فشل متواصل”، نشر موقع العين الإخباري الإماراتي مقالا عن المرزوقي يصف من خلاله تجربته السياسية “بالفاشلة”. وجاء في المقال: “بعد فشل سياسي واتهامات بالتساهل مع الجماعات الإرهابية، أعلن الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي “صنيعة” الإخوان، اعتزاله العمل السياسي والانسحاب من حزبه “حراك الإرادة”. وأقر المرزوقي، في بيان عبر “فيسبوك”، بالفشل وتحمل مسؤولية الخسارة التي مني بها في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها تونس 15 سبتمبر الماضي.” وليس هذا المقال الأول الذي يكتبه ذات الموقع في حق المرزوقي، إذ سبق أن نشر الموقع مقالا آخر عن المرزوقي وتحديدا بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية تحت عنوان “المنصف المرزوقي.. نهاية مأساوية في قاع الترتيب الانتخابي”. وجاء في المقال الذي يحمل نزعة كراهية تجاه المرزوقي “لم يستجب نداؤه “الشوفيني” ضد خصومه إلى استجلاء أغلبية الشعب التونسي، ولم تقدم له ادعاءاته الباطلة بالانتماء إلى الحقل الحقوقي شفاعة في اختبار صناديق الاقتراع يوم 15 سبتمبر المنقضي… فبين نهاية مأساوية ومسار دراماتيكي ومنهجية عدمية، ختم المنصف المرزوقي مسيرته السياسية ب2% فقط من مجمل الأصوات التونسية..” ولا يستغرب كثيرون الحقد الإماراتي على الدكتور المنصف المرزوقي خاصة وأنه كان يتسم بمواقفه المبدئية تجاه تدخل الإماراتي لتمويل أدوات الثورات المضادة، ليس في تونس فحسب بل في بلدان عربية أخرى حيث تدخلت الإمارات في مصر واليمن فيما فشلت من محاولة الاقتراب من الجزائر. وكان المنصف المرزوقي قد حذّر في عديد من المناسبات من هذه التدخلات، مشيرا إلى أن الإمارات هي التي تتزعم القوى الإقليمية التي تتربص بالثورة التونسية لأنها لا تريد لهذا البلد أن يكون ديمقراطيا.