تتسلّم تونس، اليوم الأربعاء 1 جانفي 2020 مقعدها في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم لتمثيل الدول العربية لمدّة سنتين، عوض الكويت التي ستغادر هذا المقعد الذي شغلته عامي 2018 و2019. وتأتي مباشرة تونس مهامها داخل مجلس الأمن تزامنا مع تطوّرات إقليمية محيطة ببلادنا خصوصا في علاقة بالملف الليبي الحارق والذي كان دائما على رأس أوليات الدبلوماسية الخارجية التونسية. وكان وزير الخارجية السابق خميس الجهيناوي، قد أعلن في كلمة له أمام منظمة الأممالمتحدة، بعد نجاح تونس في الحصول على مقعد غير دائم بالمجلس، أنها ستعمل من خلال هذه العضوية على دعم التوافق داخل مجلس الأمن وبين الدول دائمة العضوية وغير دائمة العضوية للتوصل إلى حلّ للقضايا العربية والإفريقية. وبخصوص الملف الليبي، أكد الوزير السابق أن تونس هي الوحيدة من دول الجوار التي أبقت حدودها مفتوحة مع ليبيا، وأنه ما من حل عسكري في ليبيا، فما يجمع بين الليبيين أكثر بكثير مما يفرقهم، حسب تعبيره. وأضاف الجهيناوي، في ذات السياق، أنه “لا بد لليبيين من العودة إلى صوت العقل وأن يجتمعوا، مهما كانت خلافاتهم وتوجهاتهم، حول مائدة المفاوضات لإيجاد حل”، مؤكدا أن “الليبيين سيواصلون العيش مع بعضهم ولكن الأهم اليوم هو الحفاظ على وحدة ليبيا وأمنها واستقرارها ورفع المعاناة عن الشعب الليبي”. كما شدّد وزير الخارجية السابق على أن “القضية الفلسطينية هي محور النزاع في الشرق الأوسط اليوم، وبدون إيجاد حل لها يُمكّن الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية في إقامة دولته المستقلة على أراضيه، فلا يمكن أن نساعد على حل القضايا الأخرى الطارئة، مثل اليمن وسوريا وليبيا”. وأشار الجهيناوي إلى أن تونس عملت على مدى ستّين عاما بصورة دائمة لإعلاء مفاهيم الحوار والتواصل والحلول السلمية للقضايا.وفي شهر جوان الماضي، فازت تونس بالعضوية غير الدائمة بمجلس الأمن لمدة عامين، عقب فرز الأصوات في انتخابات المجلس وحصولها على 191 صوتا. وهي المرة الرابعة التي تلتحق فيها تونس بالمجلس بعد أعوام 1959-1960 و1980-1981 و2000-2001، ممثلة عن المجموعة الأفريقية.وإلى جانب تونس تستعد 4 دول أخرى للدخول إلى مجلس الأمن كأعضاء غير دائمين، وهي فيتنام والنيجر وإستونيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين. ويتكون المجلس من 15 عضوا، 5 منهم دائمون ويملكون حق استخدام الفيتو (النقض) وهم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، و10 أعضاء غير دائمين يجري انتخابهم كل سنتين.