كان من المنتظر أن يعلن رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي عن تركيبة حكومته التي قال إنها ستكون حكومة إنجاز، وقد تعهّد الجملي بالإعلان عن أعضاء حكومته قبل موفى سنة 2019 لكنه اعتذر عن ذلك مؤكّدا في فيديو نشره هنّأ فيه الشعب التونسي بالسنة الإدارية 2020 أنه تعذّر عليه ذلك بسبب نشاط رئيس الجمهورية خارج قصر قرطاج. لكن الجملي امتنع في الندوة الصحفية التي عقدها يوم أمس والتي كانت مخصّصة للإعلان عن تركيبة الحكومة عن تقديم تركيبة الحكومة قائلا أنه سوف يعلن عنها اليوم الخميس معزيا التأجيل إلى التزامه بإرسال القائمة إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي. تأجيل مستمر يضاف له تضارب في تصريحات رئاسة الجمهورية ورئيس الحكومة المفوّض، فقد أفادت رئاسة الجمهورية في بلاغ مُحيّن حول اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية قيس سعيد برئيس الحكومة المكلف مساء امس أنه كان من المنتظر أن تخصّص الندوة الصحفية التي عقبت اللقاء لتقديم تركيبة الحكومة الجديدة لكن تمّ اختيار مواصلة المشاورات، على أن يتمّ الإعلان عن تشكيل الحكومة في أقرب الآجال. ويأتي هذا البلاغ مناقضا لتصريحات الجملي في الندوة الصحفية التي عقبت لقاءه بسعيّد، إذ كان قد أعلن أن تركيبة الحكومة قد حُدّدت وسيتم إعلانها غدا، وأكد أن رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي سيكشف غدا عن الأسماء المقترحة في تركيبة الحكومة المقبلة. تأجيل وتضارب في التصريحات فتح أبواب التأويل على مصرعيها كما أثار ريبة في نفوس التونسيين حول أسباب التأجيل ومأل الحكومة، وقد اعتبر الناشط السياسي ولنائب السابق الصحبي بن فرج في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فايسبوك أن الحبيب الجملي وضع رئيس الجمهورية أمام الأمر الواقع قائلا “يبدو أنها معركة ليٌ ذراع صامتة ومبكرة بين رئيسي الدولة والحكومة”. من جانبه اعتبر النائب عن ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي أن أزمة تشكيل الحكومة انتقلت إلى قصر قرطاج قائلا “لدي إحساس أعمق بأنه لا يراد لهذه الحكومة أن تظهر وأن هناك عقده في حبل الأزمة قد انتقلت إلى قصر قرطاج”. وقد تداول بعض الإعلاميين “تسريبات” أكدوا بها أن تأجيل الإعلان عن تركيبة الحكومة سببه تعرّض عثمان جارندي المرشح لرئاسة وزارة الخارجية الى وعكة صحية استوجبت نقله الى المستشفى.