تحتفي تونس اليوم بالذكرى التاسعة لثورة 14 جانفي تاريخ رحيل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ، تسع سنوات مرت على اسقاط نظام استبداد ودكتاتورية دامت 23 سنة وعانى منه التونسيون الويلات، احداث متسارعة بدأت منذ إقدام الشاب محمد البوعزيزي على حرق نفسه دفعت بالرئيس المخلوع إلى الهرب خارج البلاد وسط احتجاجات عارمة جابت جميع ولايات البلاد. وقد اندلعت شرارة الثورة منذ احتجاج الشاب محمّد البوعزيزي على مصادرة عربته التي يبيع عليها الخضار من قبل الشرطة البلدية من خلال إضرام النار في جسده أمام مقر ولاية سيدي بوزيد. ومنذ ذلك الحين شهدت الولاية على خلفية الحادثة موجة من الاحتجاجات تأججت بعد أن فارق البوعزيزي الحياة يوم 4 جانفي 2011 ثم امتدت الاحتجاجات لتصل قلب العاصمة اين رفع التونسيون عبارة “dégage” في وجه بن علي واتباعه. حدثان هامان أثّرا في مجرى التاريخ في البلاد وساهما في إسقاط نظام كامل لكن تحديد تاريخ عيد الثورة ليس محل إجماع ، فمنهم من يعتبر أن إضرام البوعزيزي النار في جسده واندلاع الاحتجاجات بسائر جهات البلاد هو يوم عيد الثورة ومنهم من يعتبر أن تاريخ هروب بن علي الى السعودية هو عيدها الشيء الذي شجع على الاحتفال بالثورة التونسية يوما 17 ديسمبر و14 جانفي.ومهما اختلفت القراءات فإن التونسيين قدموا شهداء فداء للحرية والديمقراطية كما أن الربيع العربي انطلق من تونس البلد الذي انتفض وصرخ عاليا أمام نظام مستبد. تجدر الإشارة إلى أنه تقرّر منع الجولان بشارع الحبيب بورقيبة ووقوف جميع أصناف العربات من ساحة النصر إلى غاية مفترق شارعي بورقيبة والجمهورية بداية من الساعة العاشرة ليلا من يوم الاثنين 13 جانفي 2020 إلى غاية الثلاثاء 14 جانفي 2020 إثر نهاية الاحتفالات بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة للثورة. ويذكر أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد قد قرّر أمس تمتيع 2391 محكوما عليهم بالعفو الخاص مما يفضي إلى الإفراج عن 502 منهم، فيما يتمتع البقيّة بالحطّ من مدة العقاب المحكوم به، وذلك بمناسبة الذكرى التاسعة لعيد الثورة والشباب.