تجاهلت كتل قلب تونس وتحيا تونس والإصلاح الوطني والكتلة الديمقراطية مبادرة مكتوبة توجّهت بها كتلة الحزب الدستوري الحرّ تدعو فيها إلى تكوين جبهة وحكومة موحّدة تقلب الموازين داخل مجلس نواب الشعب وتجعل حركة النهضة في المعارضة. وانتقدت رئيس كتلة الحزب الدستوري الحرّ عبير موسي عدم تجاوب هذه الكتل النيابية مع دعوة حزبها إلى قلب المعادلة في البرلمان وجعل النهضة في المعارضة والاستفادة مما حصل خلال جلسة التصويت على الثقة لحكومة الحبيب الجملي يوم الجمعة 10 جانفي الجاري. وقالت موسي، خلال مشاركتها في برنامج “ميدي شو” بإذاعة موزاييك أف أم”، اليوم الجمعة 17 جانفي، إنّ حزبها اتّصل كتابيا وشفاهيا بحزبي قلب تونس وتحيا تونس وكتلتي المستقبل والإصلاح الوطني، إضافة إلى الكتلة الديمقراطية التي تضم حزبي التيار الديمقراطي وحركة الشعب رغم كرههم لكتلتها، وفق تعبير موسي، من أجل تكوين حكومة من القوى المدنية تأخذ بزمام الأمور وترك النهضة في المعارضة. وأشارت رئيس كتلة الدستوري الحرّ إلى أنّ هذه الأحزاب خيّرت تجاهل المبادرة التي أطلقها الدستوري الحر بتعلات واهية، واعتبرت أنّ في عدم التجاوب مع مبادرتها تثبيت للغنوشي في مكانه وترك تونس تنزلق نحو الهاوية، حسب قولها. ومنذ أوّل جلسة عامة افتتاحية لمجلس نواب الشعب، سعت كتلة الحزب الدستوري الحرّ بقيادة رئيستها عبير موسي إلى الدخول في صدامات وجدالات حادّة مع نواب كتلة حركة النهضة، آخرها ما أثاروه موسي ونوابها من جدل وفوضى داخل قاعة الجلسة العامة المخصصة لمناقشة مشاريع قوانين، أوّل أمس الأربعاء، على خلفية المطالبة بمساءلة رئيس البرلمان راشد الغنوشي حول زيارته الأخيرة إلى تركيا، ما أدّى إلى تراشق بالتهم ومشادات كلامية بين نواب الدستوري الحرّ والنهضة، إلى جانب مقاطعة موسي ونوابها مداخلات نواب من كتل أخرى استنكروا ما تقوم به كتلة موسي من ممارسات عدائية تحت قبة البرلمان. كما احتج عدد من عائلات شهداء الثورة، أمس الخميس، داخل البرلمان وأمام قاعة الجلسات العامة احتجاجا على رفض نواب كتلة الدستوري الحرّ تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء تزامنا مع مرور الذكرى التاسعة للثورة، ومغادرة نواب هذه الكتلة قاعة الجلسة أثناء قراءة سورة الفاتحة.