امتثلت الدولة التونسية إلى مطالب عائلات الأطفال، أبناء التونسيين المنخرطين في تنظيمات إرهابية، والمحتجزين منذ سنوات في ليبيا وسوريا، وأيضا بعد دعوات المنظمات الحقوقية المطالبة باستقبال الأطفال المحتجزين في بؤر التوتر. وقد تم أمس استقبال 6 أطفال من أبناء التونسيين المنتمين لتنظيم ”داعش” الإرهابي الذين قتلوا أو سجنوا في بؤر التوتر. ووصلت مجموعة الأطفال إلى مطار تونسقرطاج الدولي على متن طائرة قادمة من مصراتة الليبية. هذا الإجراء طال انتظاره من قبل عائلات هؤلاء الأطفال بعد تنفيذها وقفات احتجاجية للمطالبة بتسلّم فلذات أكبادها وتحريرهم من الحروب التي تحيط بهم، في حين ترددت السلطات التونسية في استلامهم بمبررات مختلفة، وقد أكدت الجهات التونسية في اكثر من تصريح وجود عوائق أمام إعادة الأطفال إلى ذويهم بسبب الوجود الدبلوماسي الضعيف في سوريا وليبيا، إلى جانب فقر لوجستيات الإعادة وسط الاضطرابات المستمرة هناك. وأكد القنصل العام لتونس في مصراطة توفيق القاسمي أنه سيتم قريبا ترحيل بقية الأطفال التونسيين (حوالي 54 طفلا) وأمهاتهم بعد التأكد من وضعياتهم القانونية. كما سيتم إيفاد فريق فني للتأكد من هويات جثث الأشخاص المشتبه في حملهم للجنسية التونسية، لنقلها إلى تونس. ويأتي ذلك بعد مساع من المجتمع المدني ووزارة الخارجية التونسية لإيجاد حلول لهذا الإشكال الإنساني في ليبيا لعدد من أبناء المنتمين للتنظيم الإرهابي والذين كانوا عالقين هناك. من جانبه أكّد رئيس الدولة أهمية الإسراع باتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية من قبل الهياكل المعنية في الدولة لتوفير الإحاطة النفسية والرعاية الصحية لهؤلاء الأطفال قبل تسليمهم إلى عائلاتهم، مع مواصلة رعايتهم والاطمئنان على أوضاعهم. تجدر الإشارة إلى أن منظمة “هيومن رايتس ووتش” كانت قد شدّدت على أنه ”يتوجب على حكومة تونس إعادة أطفال مقاتلي داعش الإرهابي من سجون ومعسكرات الخارج ومنحهم الجنسية، والتأهيل والتعليم”، معتبرة أن ”تونس متقاعسة بخصوص ملف إعادة الأطفال والنساء التونسيين العالقين في بؤر التوتر”. وفي سياق متصل، أفاد مرصد الحقوق والحريات بتونس، في بلاغ اليوم الجمعة، بأنّ طفلا تونسيا (إبراهيم، 15 سنة) محتجز في سجن الحسكة بسوريا، وقد تلقت عائلته بتونس رسالة منه عن طريق الصليب الأحمر الدولي . وكان هذا الطفل غادر إلى سوريا صحبة والديه في سن العاشرة تقريبا، وقتل والداه وأختاه في مدينة الباغوز، وظل شريدا إلى أن تم إيداعه بمخيم الهول للاجئين ثم نقل إلى سجن الحسكة بعد بلوغه 15 عاما، قبل أن تنقطع أخباره نهائيا عن عائلته في تونس لأكثر من سنة .