وورى جثمان الناشطة الحقوقية لينا بن مهني الثرى مساء أمس، وقد أثارت الجنازة التي شيعت جثمان الفقيدة جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية الغناء والأناشيد والهتافات التي أثثت الجنازة. وقد حادت جنازة الفقيدة عن المألوف فتم رفع نعش لينا بن مهني على أكتاف ثلة من صديقات الفقيدة كما تم رفع شعارات تطالب بالمساواة وهتافات على غرار “نسويات ثوريات”. وعلى خلفية التعليقات التي نددت بمثل هذه الطقوس الغريبة على المجتمع التونسي، دون بعض المساندين لمراسم جناز لينا قائلين: “نحن أصلا نكفر بالتقليد وبالتقاليد وبقوانين العبيد.. هنّ اتّبعن قلوبهنّ التي أحبّتها.. حفظن العهد وطبّقن وصيّتها”. “دفنت لينا بالطريقة اتلي أرادتها. حملتها صاحباتها التي تحبهن رافعات شعارات الحرية. زغاريد والنشيد الوطني.. تأبين من نساء قويات تحبهنّ ويحبونها”. “من هنا تبدأ المساواة ..نساء وفيات ترفعن نعش صديقتهن العظيمة ..تسقط كل الخرافات البائسة ..العالم مرفوع على أكتاف النساء .” وتجدر الإشارة الى أن والد الفقيدة الصادق بن مهني كان قد دعا الى جنازة شعبية وطنية تجمع كل القوى الديمقراطية والتقدمية التونسية والدولية قائلا “نعتذر للآخرين”. في المقابل ندد ناشطون بتحويل جنازة الفقيدة إلى مسيرة كما اعتبروا ذلك اعتداء على حرمة ميت. ودوّن أستاذ الفلسفة بلغيث عون: “إن كانت مؤمنة يدعى لها بالرحمة ويصلى عليها تطبيقا لمبدأ وحيد هو الحرية التي اختارت بمقتضاها الإيمان ورؤيتها للوجود. إن لم تكن مؤمنة فلا هي ترضى بما لا تؤمن به ولا الحي يلزمها بما لم تختره لنفسها ولا ذلك يعني شيئا عند الله تعالى. والرحمة الإلهية والصلاة لا توزع بحسب التقاليد والثقافة. لا مجاملات مع الله ولا معنى لفائض الأخلاقيات الذي نراه اليوم. وهكذا الشأن في كل اختيارات الإنسان في الموت: أن يختار أن لا يدفن أصلا بل أن يحرق مثلا، وأن يرقص الراقصون في جنازته ويغنون، فلا حدود للحرية إلا التي نعتدي بها على الغير.. فقط في هذه الحالة يجب التفكير حتى في تفريق المقابر لتوفير كل الشروط لممارسة الحرية. الحرية جوهر الإنسان والشرط الأول للكفر والإيمان.. عدى ذلك فإن كل ما تفرضه الثقافة وقد تفرضه الدولة من نمط موحد للجنائز وغيرها هو من أجل السلم المدني ويجب أن يترك دائما للمقام الثاني في الأهمية”.