شدّد راشد الغنوشي رئيس مجلس نواب الشعب على أنّ القدس ليست أصلا تجاريا يُباع ويُشترى، وأنّ فلسطين ليست بضاعة حتى نتكلم عن صفقة تخصها. جاء ذلك في كلمته اليوم السبت في العاصمة الأردنية عمّان أمام وفود البرلمانات العربية المجتمعين في المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي تحت عنوان: “دعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين في قضيتهم العادلة (قضية العرب والمسلمين)”. وقال الغنوشي إنّ فلسطين جزء من عقيدة والعقائد خالدة وقضيّة حقّ أبديّ، والحقّ لا يُسَاومُ فيه أصحابُه. ف”صفقة القرن” هي منحٌ ممن لا يملك لمن لا يستحقّ، وفق تعبيره. واعتبر رئيس البرلمان التونسي أنّ الاعتداء على مُقرّرات الشرعية الدولية وعلى أُطر المبادرة العربية للسلام، هو مسٌّ بالحدّ الأدنى للحقّ الفلسطيني وصفقة القرن تجاوزت كلّ هذه المُقررات وداست على كل الأطر لتفتح بابا جديدا للاضطراب في الشرق الأوسط. وأكّد الغنوشي أنّ السلام مشروط بتحقق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فالمسّ بالوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية هو اعتداء على كل القوانين والمواثيق الدولية وتأكيدٌ أن عالمنا لا يزال محكوما بالفوضى ويخضع لازدواجيّة المعايير. ودعا راشد الغنوشي إلى الوحدة لتفعيل إمكانات الوُصول للأهداف المرجوة وتحقيقها في أقرب الآجال وأول خُطوة على درب الوحدة، هي توحيد الصفّ الفلسطيني الداخلي، حسب المتحدث. وتابع قائلا: “فلتكن المصالحة الفلسطينية الردّ الأقوى على صفقة القرن تُحقق لأبناء الضفة وغزة اللُّحمة المقاومة وتُجسّد لديهم معاني الفتوّة المُنتفضة”. وطرح الغنوشي مقترحات عمليّة، وفقا لآليات العمل البرلماني، منها توجيه رسائل باسم الاتحاد إلى جميع البرلمانات الدولية والإقليمية وفي مقدمتها اتحاد البرلمان الدولي والبرلمان الأوروبي والأمريكي اللاتيني والإفريقي، يكون عنوانها رفض الشعوب العربية لصفقة القرن والتنديد بها. وكذلك الدفع نحو استصدار قرار من الاتحاد الدولي يرفض هذه الصفقة ويؤكد حقّ الشعب الفلسطيني، كما اقترح في نفس السياق دعوة اللجنة الدائمة لفلسطين التابعة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في مُنظّمة التعاون الإسلامي للانعقاد وتكليف من يتكلم باسم اتحاد البرلمان العربي ليشرح وجهة النظر ورسم الخطّة العملية للتحرّك الفعلي من أجل نُصرة هذه القضيّة.