راجت في الوسط السياسي أنباء عن انقسام داخل حزب التيار الديمقراطي خاصة بعد تصريحات محمد عبّو الأمين العام الحزب التي جاءت متناقضة مع قرار المجلس الوطني للحزب. ولئن أعلن عبو عقب لقائه بالمكلف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ أن الحزب غير معني بتشكيل الحكومة، فإن قرار المجلس الوطني للتيار الديمقراطي جاء مُغايرا لما أعلن عنه أمينه العام حيث قرر المجلس أمس الأحد مواصلة المفاوضات في اتجاه أن يكون للحزب موقع فاعل داخل الحكومة. وفتحت هذه التناقضات باب التأويلات، حيث تحدّث مراقبون عن وجود خلاف داخل التيار الديمقراطي، المنقسم لشقين، شق يعارض المشاركة في الحكومة برئاسة محمد عبّو وشقّ يدعم فكرة المشاركة في الحكومة , في المقابل، نفى القيادي بالتيار الديمقراطي ورئيس الكتلة الديمقراطية، غازي الشواشي، وجود انقسامات داخل الحزب، مشيرا في تصريح لموقع “المحور العربي”، إلى أن المجلس الوطني للحزب، المنعقد يوم أمس، قرّر مواصلة المشاورات مع المكلّف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ، مؤكدا أن هناك تطابقا بين هياكل الحزب خلافا لما قيل، مشددا على أن حزب التيار هو حزب ديمقراطي يحترم رأي الأغلبية وكل مكونات الحزب تنصاع لمقررات هياكله. وأوضح أن الوزارات التي اقترحها الفخفاخ على التيار مهمة، لكن الحزب متمسك بالحصول على وزارات تسمح له بمقاومة الفساد . ونقلت إذاعة موزاييك اليوم الاثنين عن مصدر وصفته بالمطلع أن الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ وافق على منح ثلاث وزارات للتيار الديمقراطي من أصل خمسة طالب بها وهي وزارة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري ومقاومة الفساد ووزارة التربية ووزارة أملاك الدولة. وكان أمين عام التيّار الديمقراطي محمّد عبّو قال في تصريح إعلامي إثر لقائه عشية الجمعة الماضي، رئيس الحكومة المكلّف بدار الضيافة بقرطاج إنّ حزبه “لم يتوصّل إلى اتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف الياس الفخفاخ حول الأشخاص بخصوص مسألة تشكيل الحكومة”.