شغل الاهتمام بفيروس “كورونا” حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تونس فقد أصيب التونسيون بحالة من القلق بعد تسجيل 5 حالات مؤكدة في تونس حاملة للفيروس المستجد. وما بين التهويل والمبالغة والدعوة إلى التهدئة، اختلفت تعاليق التونسيين، فيما تلقف بعض السياسيين خبر وفود الفيروس لتونس لخلق مناخ من الذعر عبر الترويج لسيناريو عدم جدية الحكومة في التعامل مع فيروس كورونا، لتسويق ذواتهم الأحرص على صحة المواطنين وتنصيب أنفسهم مسدي دروس للحكومة في الاستراتيجيات الوقائية. ونشر الأمين العام لحركة مشروع تونس، محسن مرزوق أمس الاثنين تدوينة على صفحته بالفايسبوك، دعا فيها السلط التونسية إلى الاستعداد لوجستيا، في ظل انتشار فيروس “كورونا” بشكل سريع في إيطاليا. وقال مرزوق إنه لا يجب بث الذعر، لكن لا ينبغي أيضا الاستخفاف بالموضوع لأن الخطر موجود، مطالبا بضرورة اتباع سياسة توعوية وقائية صارمة ومنع بعض التجمعات وإيقاف الرحلات فورا مع المناطق والدول الموبوءة وخلق مراكز خزن غذاء ودواء، إضافة إلى إعداد فضاءات إيواء صحي وحجر محتملة. وتابع مرزوق :”رئيس الحكومة وفريقك أنتم تتحملون المسؤولية الكاملة ويجب أن يذهب الجزء الأكبر من وقتكم وجهدكم للاستعداد لهذا الخطر”. بدوره دعا النائب بمجلس نواب الشعب عن حزب قلب تونس عماد اولاد جبريل، كل من وزير التربية ووزير الدولة للنقل واللوجيستيك إلى إيقاف الدروس في كامل تراب الجمهورية في الإبان وإيقاف الرحلات الجوية والبحرية من الدول التي استشرى فيها فيروس كورونا. وأكد النائب عماد أولاد جبريل عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، على وجوب عدم الاستهتار بالوضع لأنه دقيق وحساس، مشيرا إلى أن “تونس أهم من كل الخزعبلات فهذه مسؤولية وغير قابلة للمزايدات ولا للاجتماعات الوزارية ولا للبيروقراطية مقيتة” وفق تعبيره كما دعا النائب كل الأولياء لترك أطفالهم في المنازل وعدم التحاقهم بالمدارس وقال في هذا الصدد: “الامتحانات انتهت وهذا الأسبوع هو لإرجاع الفروض لا غير وبالتالي لن يؤثر في شيء بل هو حماية لهم”. في المقابل، حذر آخرون من التهويل من خطورة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، خاصة وأن آلاف المرضى في العالم شفوا منه تماما دون أدوية، بفضل أجهزة المناعة الطبيعية. وتكمن خطورة الفيروس بحسب أخصائيين في المجال الطبي في أنه معد، وقد يتحول إلى مرض فتاك فقط بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو أجهزة مناعتهم ضعيفة. ومن جانب آخر، يؤكد مراقبون أن هناك من استغلّ في تونس وفود المرض لتسجيل أهداف سياسية في مرمى خصومهم وبهدف التقليل من جديّة الحكومة في التعامل مع المرض ونشر الفوضى في الشارع التّونسي، فيما اكد آخرون أن نشر الإشاعات والتهويل من حدة المرض أخطر على تونس من الفيروس نفسه. وفي هذا السياق، علق الإعلامي نبيل الشاهد على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي على ذلك قائلا: “99 بالمائة مما يُنشر على حائط الفايسبوك يتحدّث عن كورونا، لو يتواصل هذا الأمر لأشهر ستكون الآثار النفسية أسوأ من الفيروس نفسه !”